مايو 17, 2024

اخبار ذات صلة

«فاتورة» تطبيق الـ1701 تُقلق قوى المعارضة

ما كان يتمّ التعاطي به همساً، خرج الى العلن، وبات واضحاً ان القوى السياسية المعارضة، تشعر بالقلق حيال الاتصالات والمحاولات الدولية، ارساء تهدئة دائمة على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية، من خلال تطبيق القرار 1701. مصدر هذا القلق لا يتعلق طبعاً برفض هذه القوى للتهدئة، بل العكس صحيح، اذ ان الاطراف السياسية المناوئة لحزب الله ولخط الممانعة، هي التي تطالب بتطبيق القرار 1701. لكن ما يقلق هذه الاطراف، ما بدأ تداوله في شأن الثمن السياسي الذي قد يحصل عليه حزب الله مقابل الانخراط في مشروع متكامل لتطبيق الـ1701.

وفي هذا السياق، تراقب قوى المعارضة ما قد يحمله الموفد الاميركي اموس هوكستاين الذي وصل الى لبنان، من اجل اقناع حزب الله بتطبيق القرار 1701. خصوصا ان هناك حالة من الشكوك تحيط بأهداف الزيارة، على اعتبار ان حزب الله سبق واعلن انه لن يتفاوض على اي اجراء، قبل وقف النار في غزة. فهل يعني مجيء هوكستاين، رغم هذا الموقف، انه تبلغ سراً بموقف مختلف عن الموقف المُعلن، ام ان ذلك يعني ان التفاوض على الاجراءات المطلوبة ممكنة، حتى قبل وقف النار في غزة، على ان يصبح الاتفاق منجزاً، مع وقف التنفيذ، ويبدأ تنفيذه فور اعلان وقف النار في فلسطين المحتلة؟
في كل الاحوال، بات واضحا ان العدو الاسرائيلي يركّز على مسألة تهدئة جبهة الجنوب، بهدف التمكّن من اعادة سكان المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة الى المستوطنات التي هجروها بسبب الخوف من تطورات الجبهة مع حزب الله.
ويؤكد المحسوبون على جبهة الممانعة، ان حزب الله لا يساوم على دماء الشهداء للحصول على مكاسب سياسية، كما قد يتراءى للبعض. بل انه قد يفتح باب التفاوض لتحقيق مكاسب وطنية، مثل تحرير ما تبقى من الارض، من خلال اجبار اسرائيل على ترسيم الحدود البرية، بما يتفق مع المصلحة الوطنية. كما ان الكلام عن امكانية حصول لبنان على تعهدات جديدة تتعلق بتسهيل اطلاق مزايدات التنقيب عن الغاز في مياهه الاقليمية والاقتصادية، لا يعتبر مكسباً خاصاً لحزب الله، بل هو مكسب وطني لا يفترض ان يكون هناك عاقل يرفضه.


ويقول هؤلاء ان ما حمله نائب رئيس المجلس النيابي الياس ابو صعب، من معلومات ورسائل من هوكستاين، خلال اللقاء الذي جمعهما في روما، قبل وصول الاخير الى بيروت، تؤكد هذا التوجّه. كما ان المفاوضات ستتم من خلال الدولة اللبنانية، الممثلة حاليا برئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال، في غياب رئيس للجمهورية، وبالتالي، ما قدمه حزب الله من تضحيات، كما تؤكد المصادر نفسها، سيستفيد منه لبنان وكل اللبنانيين.
هذا المنطق يرفضه في المقابل المتخوفون مما يجري. وتقول مصادر هذه الاطراف، ان ما يثير القلق لا علاقة له بما هو مُعلن، بل بالاتفاقات السرية التي قد ترافق الاتفاقات العلنية. وغالبا ما تكون البنود غير المعلنة هي الأهم والأخطر.
وتعتبر هذه المصادر ان من البديهي ان حزب الله يريد ان يوهم الرأي العام انه قد يوافق على اجراءات تتعلق بتنفيذ القرار 1701، مقابل مكاسب للبنان، بل انه لا يستطيع ان يفعل غير ذلك، لكي يبرر موافقته على اي اقتراح في هذا الاتجاه. لكن ذلك لا يعني انه لن تكون هناك اتفاقات سرية، ومكاسب خاصة وسياسية غير مُعلنة، قد يصرّ عليها الحزب للسير بمشروع التهدئة. وهكذا يكون الحزب خرج منتصراً في العلن، من خلال القول للبنانيين ان مشاركته في القتال، ونصرة غزة قد أدّت الى تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة، والى تحريك ملف استخراج الغاز، الذي يحتاجه البلد في أزمته المالية والاقتصادية القائمة. وفي المقابل، يكون الحزب قد حقق مكاسب سياسية غير معلنة، من خلال الحصول على غطاء خارجي للسيطرة اكثر على القرار السياسي في لبنان.


من الواضح ان المواجهة في هذا الملف ستكون حامية، خصوصا ان القوى السياسية المعارضة لحزب الله، بدأت تُصدر البيانات والمواقف الواضحة والصريحة، والتي ترفض فيها ان تكون رئاسة الجمهورية، واية مكاسب سياسية اخرى هي الثمن الذي قد تحاول الدول تقديمه لتنفيذ القرار 1701. ولكن السؤال الاهم، وفي حال كانت واشنطن تنوي فعلاً تقديم مثل هذه العروض لحزب الله، هل تستطيع قوى سياسية محلية الوقوف في وجه ما سيتقرّر؟

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً