مايو 20, 2024

اخبار ذات صلة

خاص «السهم» بالفيديو والصور – الى متى ستبقى الدولة غائبة عن أزمات النازحين في الجنوب..؟ والمساعدات تُوزع بـ «القطارة»

لا مهرب من فوضى الحرب وتداعياتها على لبنان، هذا البلد الغير مجهز لإدارة سلطاته المحلية، فكيف له أن يدير حرباً، تأخذ أبعاداً أوسع كلما طالت.

صحيح أن موقف الحكومة اللبنانية كان داعماً لغزة، وأكد أن لا تفاوض قبل توقف الحرب عن عزّة، هذه الحكومة نفسها التي تركت أبناء القرى الحدودية، يواجهون تداعيات الحرب وإنعكاساتها الاقتصادية وحدهم، دون تدخل مباشر منذ ١٠٠ يوم.

لا تشبه معاناة النازحين أي معاناة أخرى، مازالت أزمة نازحو المدرسة الرسمية في صور على حالها، هؤلاء يمكن وصفهم أنه «داخل سجن نهاري»، يقضي حبسها طيلة فترة دوام المدرسة، ليُفرج عنهم بعد الظهر، هذا الأمر شكّل امتعاضاً عمّن نزحوا إلى هذه المدرسة، يقول مسؤول وحدة الصحة في ادارة الكوارث في صور الدكتور محمد شمالي أن «هذا ظلم اذ من غير المنطقي أن يتم إيواء نازحين في مدرسة تستقبل طلاباً، وعلى الدولة أن تتحرك لإيجاد مراكز إيواء أخرى»، يدرك شمالي أن «لا حضور للدولة، إلا أنه يقول يجب أن تتحرك، فإلى متى تبقى غائبة عن أزمات الناس، خاصة في الحرب».

يتوّلى الشمالي عملية متابعة الشؤون الصحية للنازحين من طبابة وتأمين أدوية وغيرها، وذلك عبر عيادات نقّالة تابعة لمؤسسات الصدر تجول يومياً على النازحين بحسبه «وحده الشق الصحي يصل إلى كل النازحين، على عكس باقي المساعدات التي توزع بالقطارة».

تحوي صور قرابة ٥ مراكز إيواء إضافة إلى توزع النازحين في قرى القضاء، هربوا من الحرب، لكنّ أصوات القصف والغارات تلاحقهم بأصواتها الضخمة، فيما طائرات التجسس MK لا تغادر أجواء القرى، وباتت تشكل عائقا في التحرك على الطرقات، لا سيما مع تزايد عمليات الاغتيال التي نفذها العدو الإسرائيلي في عدد من طرقات القرى الحدودية.

ثمة ما يثير القلق هذه الفترة، وتحديداً بعد توسع العمليات العسكرية، ماذا ينتظر أبناء القرى الصامدة، هل تتوفر لهم ابسط مقومات الحياة، ماذا عن مازوت المولدات الخاصة بالأبار ومحطات التغذية بالانترنت والاتصالات وهل البلديات قادرة على مواجهة الحرب بعد؟

بالطبع، واقع هذه القرى الحدودية مأساوي، منذ ثلاث أيام وعزلت قرى القطاع الأوسط مثلا أي حولا، ميس الجبل، محيبيب، عيترون وغيرها عن العالم، بسبب انقطاع مادة المازوت عن مولدات محطات الارسال التابعة لشركتي الفا وتاتش ومعها أوجيرو، ورغم كل المناشدات، كان الجواب واحداً «الطريق غير أمن»، جواب وجد فيه رؤساء عدد من هذه البلديات «بالعذر أقبح من ذنب»، بل يؤكد رئيس بلدية حولا شكيب قطيش «أن اليات المحروقات التابعة لمحطة الأمانة ما زالت تأتي لتزودنا بالمازوت للأبار، لو كانت الطريق خطرة كيف تصل هذه، ولكنهم يريدون عزلنا في هذه الحرب».

حلّت الأزمة بتدخل محافظة النبطية الدكتورة هويدا الترك، ولكن الخَشْيَة من تكرارها كل بضعة أيام.

هذا على صعيد الواقع الحياتية، أما على صعيد الميدان، فحدة الاستهدافات تصاعدت اليوم على عكس هدوء يوم أمس، أربع غارات متتالية نفذتها مسيرات العدو على مناطق مفتوحة في بلدة ميس الجبل، دون أن تسجل وقوع اصابات، تتعرض البلدة يومياً للقصف الذي شلّها وعطّل الحياة الاقتصادية والتجارية فيها.

حولا جارتها تتعرض أيضا للقصف والاعتداء اليومي بالقذائف المباشرة والغارات، أكثر من ٢٠ قذيفة سقطت على مناطق متعددة من البلدة. وتيرة المعارك اشتدت بعد الظهر وطالت تلة الحمامص التي تتعرض لوابل من الغارات والقصف المكثف يومياً إلى جانب سهل مرجعيون وكفركلا والخيام.

استمرار القصف على أكثر من بلدة وقرية في كل القطاعات، ردّت عليه المقاومة الإسلامية بعدد من العمليات التي طالت تجمعات لجنود العدو في قلعة هونين وفي تلة الطيحات، كذلك استهدفت مستعمرة ‏شتولا بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى إصابة أحد المباني فيها‏، كما استهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية في موقع المطلة أثناء إستهدافها وقصفها للقرى اللبنانية المقابلة ‏بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، ونفذت هجوما على موقع رويسات العلم ودكت مواقع الاحتلال شمال فلسطين المحتله بصليات صاروخيه.

رد المقاومة يدل على أنها تمسك بإحكام بزمام الحرب الحدودية، وما زالت تديرها بدقة وحنكة وذكاء، وفيما الأنظار تتجه إلى ما سيرشح عن كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من مواقف حول تطورات المرحلة. تتجه الأنظار أيضا إلى الجبهة الحدودية هذه الليلة وما ستحمله من تطورات عسكرية على ضوء التطورات التصاعدية في الميدان من غزة إلى اليمن إلى العراق.‏ ‏ ‏ ‏

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً