ليس من الواضح بعد طبيعة الهدف الذي إستهدفه العدو الإسرائيلي على طريق البازورية_برج الشمالي.
المؤكد أنه إستهدف سيارة كانت تعبر، وليس كما صرّح إعلامه عن إستهداف فريق حماس في لبنان، بالتزامن مع الإعتداء الذي نفذه على شقة في حي المزة في دمشق وأسفرت عن أستشهاد ٥ من القادة الإيرانيين الكبار.
المؤكد حسب المعطيات الأولية، أنّ العدّو أخطأ الهدف، وأنه أصاب سيارة داخلها عنصر من حزب الله وهو الشهيد علي حدرج من بلدة البازورية وأخر الشهيد محمد باقر دياب من بلدة الطيبة، وأصابة شخصين كانا داخل البستان المحاذي للأعتداء ويرجح أنهما من التابعية السورية، هذا الإستهداف في عمق مدينة صور، في منطقة بعيدة عن خطوط النار الحدودية، لن يمر دون ردّ قوي من قبل حزب الله.
فهو جاء في منطقة داخلية وعلى طريق عام يربط صور بالجنوب، ما يعني أن الرد سيكون في العمق الإسرائيلي وفق ما أفادت مصادر متابعة، وأكدّت أنّ «الرّد سيكون قاسياً»، دون أن تغفل الاشارة إلى أن «العدو بات يخطئ أهدافه ويقصف بشكل عشوائي، وهو ما يعكس حجم إرباكه وتخبطه وبحثه عن أي هدف، حتى ولو كان وهمي».
يمكن قراءة ما حصل في البازورية أنه تطور خطير، لا يمكن القفز فوقه، فهو قد يعكس طبيعة المرحلة المقبلة، وهي مرحلة الإغتيالات، وهي الأخطر ربما، إذ كما تقول مصادر متابعة «فشل العدو الأستخباراتي، ومعه فشله في ضبط قواعد المعركة، وفق الخارطة التي وضعها، مضافاً إليها تهجر سكان الشمال وهم بالألاف، وما يشكلونه من ضغط كبير عليه، دفعه لتنفيذ غارات عشوائية، همجية، وغير واضحة، وهو يعني حجم المأزق الإسرائيلي الحالي».
ما يخشاه العدو اليوم هو رد المقاومة، يَحسب لها ألف حساب، ويدرك أن ما بحوزتها قد يدمر اسرائيلي، وبالطبع يتوقع رداً عنيفاً على غارته في البازورية.
قد يكون الاعتداء الغاشم في البازورية هو الأبرز اليوم، إلى جانب استهدافته المتكررة واليومية للقرى الحدودية من بلدة الخيام الذي يستهدفها بالقذائف الفسفورية يومياً، الى تلة الحمامص وسهل مرجعيون، مروراً بكفركلا وصولا الى محور عيترونميس الجبلحولا.
هذا الخط كان الأكثر استهدافاً اليوم.
اذ استهدف العدو بالمدفعية منطقة الشقة في بلدة عيترون، كما إستهدفت دبابة إسرائيلية معادية مزرعة المجيدية بالقذائف المباشرة ورشقات رشاشة غزيرة بإتجاه منازل العباسية الحدودية في قضاء مرجعيون.
في حين تركزت عمليات المقاومة على ثنكة زرعيت التي استهدفعا مرتين اليوم بصواريخ بركان، ومحيط قلعة هونين المحتلة وموقع الضهيرة.
يمكن القول أنه لولا غارة البازورية، كان النهار هادئاً نسبياً مقارنة بالأيام السابقة، مع تحليق متزايد ومكثّف للطيران الحربي والتجسسي الذي لا يفارق أجواء الجنوب وحتى لبنان.
بالمحصلة، الأنظار تتجه الى طبيعة الرد على الاعتداءات الإسرائيلية من لبنان الى دمشق، والتحول العسكري التي قد تحمله، فهل دنت الحرب المفتوحة؟