لم يدُم الهدوء النسبي الذي صاحب ما قبل ظهر اليوم طويلاً، سرعان ما تبدّد بعد الظهر، مع تكثيف العدو الإسرائيلي غاراته وإستهدافاته للمنازل سواء في عيتا الشعب أو الضهيرة ويارين وصولا حتى الخيام الذي راح يدمر فيها المنازل بأكثر من غارة نفذها عبر مقاتلاته الحربية.
لم تحل الأمطار ولا العاصفة «حيّان» التي دخلت فعليًا إلى لبنان مصحوبة بضباب كثيف وعواصف وأمطار، من تخفيف حدّة الإعتداءات الإسرائيلية للقرى، بل زادتها حدّة مع المساء، حيث استهدف العدو منزل من أربع طبقات في الخيام، وأغارَ في الوقت عينه على منزلين في وادي العصافير في الخيام.وكان قد استهدف فجراً منزل المواطنين ايلي صيّاح وجورج زعرب في بلدة علما الشعب.
وطالت غارات العدو الأطراف الشرقية لحي الرجم في عيتا الشعب، والجبين وشيحين وطيرحرفا.

يبدو لافتا تركيز العدو من إستهدافاته وغاراته على بلدات القطاع الغربي تحديداً المحاذية مباشرة للحدود، وما تركيزه على الضهيرة، يارين، عيتا الشعب، لكونه يعتبرها مركزاً عسكرياً يستخدمه الحزب لاطلاق صواريخه تجاه المواقع المكشوفة أو الخلفية للعدو.
إعتاد الناس سماع استهداف المقاومة مواقع جل العلام، رأس الناقورة، حانيتا والحمرا ولكن لماذا التركيز على هذه المواقع تحديداً؟ وفقاً للمعطيات فإن هذه المواقع التي تقع في المقلب الخلفي للحدود، وهي غير مرئية من الجانب اللبناني، تتضمن في أغلبها أجهزة الرصد البحري، ويركز الحزب في الأيام الماضية على استهدافها بصواريخ «بركان»و«فلق ١» ذات القدرة التدميرية الكبيرة وهي صواريخ موجهة وفعّال.

لا يكتفي الحزب باستهداف المواقع بل أيضاً الثكنات وتجمعات العدو، والتي زادت وفق المعطيات من الضغط الكبير على العدو، بل ودفعت سكان المستوطنات بعمق ١٠ كلم الى النزوح عنها.
ويركز الحزب في الاونة الأخيرة على تدمير كل البنية الأمنية للعدو على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

بالطبع، العدو عادة ما يرد على كل استهداف بقصف أماكن تجمع تابعة للحزب أو تدمير منازل، وهذا السيناريو بات مكشوفاً من كلا الطرفين. في حين يطرح العدو سيناريو اقتراب معركة الشمال، وراح يعد العدة لها عبر سحب ألوية من جيشه من غزة باتجاه الشمال، وهذا ما صرّح به بني غانتس بالأمس، ولكن من غير الواضح ان كانت جبهة الشمال ستزداد حماوة أكثر أم ما يحصل مناورة تهديد نفسية لا أكثر.
بالمحصلة، تبدو جبهة الجنوب تزداد سخونة رغم برودة الطقس، وبالطبع لن تنعكس مناقشات اللجنة الخماسية التي شهدها لبنان اليوم على مجريات الحرب، فلا يوجد هناك ضغوطات توجه ناحية اسرائيل لوقف حربها، وبالتالي المعركة مستمرة.
حزب الله من جهته نفذ اليوم عمليتين فقط استهدف فيهما تجهيزات تجسسية مقابل قرية الوزاني، وتجمعاً للجنود في محيط موقع حدب يارين، وتجمعاً للجنود في محيط موقع حدب عيتا بالاسلحة المناسبة وحقق اصابات مباشرة.
