تتجه الأنظار اليوم إلى الهُدنة المرتقبة، وهل ستشمل جبهة لبنان توازياً مع جبهة غزة، أم أن نوايا العدو ستترجم حرباً على الجبهة الشمالية، بمعزل عن الهدنة، حسب أوساط الإعلام العبري؟
المؤكد وفق الترجيحات، أنّ جبهة الجنوب لن تكون نزهة للعدو، بل ستكيل لهم الكيل بمكيالين، وتعيد إسرائيل إلى العصر الحجري، وهذا ليس توقعاً بل هي حقيقة يدركها الإسرائيلي جيداً.
فالترسانة العسكرية لحزب الله، والذي وجه من خلالها رسائل صاروخية واضحة وموجهة تجاه العدو، جعلت الإسرائيلي يحسب ألف حساب لجبهة الجنوب.
وما يدل على ذلك، حج السفراء والوسطاء الأمريكين والغربيين إلى لبنان، للعمل على إنهاء الحرب على جبهة الجنوب وعدم توسعتها، وهذا ما سيبحثه المبعوث الأمريكي آموس هوكشتياين في زيارته المرتقبة إلى لبنان مع الرؤساء وتحديداً مع الرئيس نبيه بري.
قاب قوسين أو أدنى باتت مساعي الهدنة قريبة، إلا اذا طرأ شيء غيّر مسارها، فالشيطان عادة يكمن في التفاصيل.
وبالطبع العين اليوم على الهدنة، لأسباب انسانية، خاصة مع تأخر وصول المساعدات الإنسانية للنازحين في قرى النزوح، خاصة في ظل هذا البرد القارس.
بالطبع هناك نقمة لدى أبناء الجنوب الحدودي من تقاعس الجمعيات عن القيام بدورها، والعتب يكبر على السلطات المحلية وتحديداً البلديات التي تقف عاجزة عن دعمهم، وسط شح الدعم المقدّم من قبل الـ NGOS وسط تزايد إتصالات النازحين «أين المساعدات».
هؤلاء يواجهون ليس واقعاً إقتصادياً صعباً، بل أيضاً واقعاً نفسياً صعباً، فتأثيرات الحرب كبيرة عليهم، فجأة وجدوا أنفسهم دون منزل وعمل ومال ودعم، وحياتهم التي تركوها في قراهم مهددة أيضاً بالدمار.
«لا نحسد على حالنا» هذا ما تقوله ريهام النازحة من بلدة ميس الجبل، وأكثر تقول «أشعر بحال من اليأس، الحزن، الضياع، لا نملك شيئاً للمواجهة، والكل تخلّى عنّا».
خضعت ريهام كما العشرات إلى جلسات تفريغ نفسي، بدأت تنظمها جمعية شيلد مع نازحي الجنوب، وتحديداً السيدات منهنّ ومن يملك أولاداً، وتكمن أهمية هذه الجلسات، أنها تدفع النازحات للحديث عن واقعهنّ، معانتهن بصوت عالٍ، وهذا من شأنه أن يخفف من وطأة المعاناة، فالأثر النفسي لا يقل أهمية عن الأثر الاقتصادي، فهو يدفع بهن إلى «الإنفعال، الغضب وتداعيات أخرى» تقول ريهام التي أعربت عن إرتياحها لجلسات التفريغ لسبب بسيط «هناك من يفهم مآساتنا، تخيل أنك تركت حياتك في مكان، مستقبلك، وفجأة وجدت نفسك في اللاشيء، فهذا له أثره داخلي».
بعيداً عن مآساة النازحين، التي زادت العاصفة من حدّتها، كان العدو يواصل تدمير القرى الجنوبية، يفرّغ غضبه قصفاً وغارات باتت ملاصقة ليوميات القرى.
من الضهيرة في الناقورة الى شبعا في القطاع الشرقي، كانت غارات العدو متواصلة، اللافت في كل المعركة الدائرة غياب الدور الفاعل لقوات حفظ السلام، الذين ينأؤون بأنفسهم عما يجري، حتى على صعيد تقديم الدعم اللوجسيتي وهذا دفع بكثير من رؤساء البلديات للسؤال «إذا لا يقومون بدورهم في الحرب، اذاً أين يكمن دورهم ومتى؟»
الاعتداءات اليوم تركزت في بلدات يارون والطيبة وحولا وعيتا الشعب التي شهدت أكثر من غارة وأكثر من اعتداء بالقصف المدفعي المباشر وادت الى تدمير منازل دون وقوع اصابات بين المدنيين.
في الضهيرة توفي مسن في عمر ال٩٠ وهو واحد من أبناء البلدة الصامدين، نتيجة نقص الأوكسيجين بعد انقطاع التيار الكهربائي منذ أيام، حاله حال كثير من المرضى الذين يواجهون واقعاً صعباً اذا بقي التيار الكهربائي مقطوعة في عدد من القرى الأمامية.
الضهيرة نالت نصيبها الوافر من القصف الفسفوري، الذي لوّث كل أحيائها، والضهيرة تقع مباشرة على الحدود مع بلدة عرب العرامشة القسم الثاني من البلدة المحتلة ما جعلها خط أمامي للعمليات العسكرية أيضاً.
و قصفت المدفعية الاسرائيلية كفرحمام وعلما الشعب وكفرشوبا وفي القطاع الشرقي تركز القصف والغارات في بلدات الخيام، والخريبة في رشيا الفخار، والهبارية وكفركلا، وأطراف بلدة مركبا تحديداً الواجهة الشرقية للبلدة المطلة على وادي_هونين.
ومساء شنت المقاتلات الحربية للعدو غارة على وسط بلدة الطيبة ولم يفد عن وقوع اصابات. كذلك نفذ غارة من مسيرة على حي الجامع في بلدة يارون.
هذا ونفذ حزب الله ثلاث عمليات عسكرية تجاه مواقع خربة ماعر، والسماقة والرمتا في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية المناسبة وحققت اصابات مباشرة وفقاً لبيانات الحزب.
هذا وزفت حركة أمل اثنين من مقاتليها استشهدوا في الغارة التي شنها العدو ليل أمس على أحد المنازل في بلدة بليدا، ليرتفع عدد شهداء الحركة منذ بدء الحرب الى ثلاث شهداء.
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/8e48ab69-67e8-472c-8896-7ece5e6c9173-768x1024.jpeg)
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/88748308-7751-4ff3-b746-a10b08adb67d-1024x576.jpeg)
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/ca1c1dd4-26e0-4c29-87fe-eb30db038b13-1024x449.jpeg)
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/bd561d27-e9f5-4c0b-939a-1ee888e19459-1024x462.jpeg)
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/10a277af-152a-4e20-9a53-a59fff5d08a7-768x1024.jpeg)
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/1016c4e3-9f40-47a7-862f-c6a75f65926e.jpeg)
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/13237fd4-9d57-4a00-b368-57e63853a5bc.jpeg)
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/c8e5d236-1edd-41e3-bad0-073e7457c3a1-768x1024.jpeg)
![](https://alsaham.com/wp-content/uploads/2024/02/5dfe615e-c45f-4b48-9832-68806da5101b-786x1024.jpeg)