بينما تستمر المفاوضات حول هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، واتفاق بشأن تبادل الأسرى بين الجانبين، وبعد أن حط وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب للقاء المسؤولين الإسرائيليين، ظهرت بعض التفاصيل.
فقد كشف مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع أن بلينكن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت أن الإدارة الأميركية تشعر بقلق بالغ بشأن التوسع المحتمل للعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب غزة.
مدينة مكتظة
كما حذر من اقتحام المدينة المكتظة من دون إجلاء السكان المدنيين إلى مناطق آمنة قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وفق ما نقل موقع “أكسيوس”.
إلى ذلك، طالب إسرائيل بتوخي الحذر والامتناع عن استهداف مندوبي الأمم المتحدة والهيئات الدولية الذين يوزعون المساعدات أو المنشآت الأممية التي يحتمي في داخلها النازحون.
لا وقف تاما للحرب
في المقابل، أبلغ نتنياهو الوزير الأميركي أن لا وقف تاما للحرب في غزة، إلا بالقضاء الكامل على حماس، وفق ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية.
وكان غالانت أكد سابقاً عزم القوات الإسرائيلية اجتياح مدينة رفح الجنوبية، من أجل الوصول إلى قادة حماس، الذين يعتقد أنهم يختبئون تحت الأرض في الأنفاق سواء في خان يونس أو رفح.
فيما حذر العديد من المنظمات الإنسانية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، من خطورة مثل تلك العملية البرية في المدينة التي دعا الجيش سابقاً سكان شمال القطاع ووسطه للتوجه إليها، على آلاف المدنيين.
ومنذ انطلاق الغزو الإسرائيلي البري لشمال القطاع المحاصر، نزح أكثر من 80% من السكان أو ما يقارب 1.9 مليون حسب تقديرات أممية نحو مدن الجنوب، حيث تكدسوا في مخيمات غير مؤهلة أو حتى في الحدائق والطرقات والشوارع. ثم نزحوا لاحقاً من مدينة خان يونس (جنوباً) بعد أن اقترب القتال منها، إلى رفح أيضاً.
فيما انتشرت آلاف الخيم البيضاء وسط مساحات شاسعة في تلك المدينة الملاصقة للحدود المصرية، والتي لا تدخلها المساعدات الإنسانية والغذائية سوى بشكل شحيح جداً منذ بدء الحرب يوم السابع من أكتوبر الماضي، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على كامل القطاع.