في العمق الجنوبي، وتحديدا في بلدة الغازية التي تبعد ما يقرب من ٥٠ كلم عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، كان العدو الإسرائيلي، يستهدف بأربع غارات متتالية منشآت صناعية فيها، زعم العدو أنها بنية تحتية لحزب الله، غير أنها في الحقيقة عبارة عن مصنع زيوت ومولدات وبلاط إضافة إلى استهداف منزل يقطنه عمال من التابعية السورية.
حتى الساعة لم تتمكن فرق الدفاع المدني من إخماد النيران التي اندلعت في مصنع مولدات الكهرباء الذي جرى افتتاحه قبل عام، بسبب وجود مادة المازوت، في حين أحدثت الغارات في المنشآت الأخرى أضرارا جسيما.
وهي المرة الأولى منذ بدء العدوان قبل خمسة أشهر، يستهدف العدو منشآت صناعية في العمق، في منطقة الغازية وتحديدا في المنطقة الصناعية فيها، هذا الاستهداف يعد تحولا في مجريات الحرب، ويغير قواعد الاشتباك القائمة، إذ يأتي الاستهداف في سياق تطور خطير في مجريات الحرب، وبالطبع سيكون له تبعاته العسكرية.
زعم العدو أنه استهدف مصنعا لتصنيع الأسلحة في الغازية، وأكد أنه دمر البنية العسكرية فيهم، ولكن ماذا استهدف العدو بغاراته الأربعة تحديدا؟
استهدف مصنع مولدات كهربائية يحوي على خزانات مازوت مؤلف من ثلاثة هنغارات تابع لشخص من بيت ليلى وآخر من آلـ خليفة، وصادف أن عمال المصنع قد غادروه قبل نصف ساعة تقريبا، وغالبيتهم من التابعية السورية وأسفر الاستهداف عن سقوط عدد من الجرحى فيه.
أما الاستهداف الثاني كان على منزل يقطنه عمال سوريون يقع في بستان مقابل لشركة بحر خلف الريجي والمعلومات أشارت إلى سقوط حوالي ١٣ جريح أغلبهم عمال من التابعية السورية.
فيما استهدفت الغارة الثالثة مستودعا آخرا تابعا لمعمل لتصنيع الحديد، بصاروخين.
ما يعني أن العدو أصاب الصناعة المحلية في العمق، والتي ستكون لها تداعياتها الاقتصادية حكما، وهو جزء من تدميره الاقتصاد المحلي الداخلي المهزوز أصلا، والمؤكد أن هذا الاستهداف لن يمر مرور الكرام، فهو لم يكن استهدافا عسكريا بل أصاب البنية الاقتصادية الجنوبية، وتحديدا الصناعية.
وأكد صاحب مصنع المولدات أن «المصنع احترق بالكامل، بما فيه المكاتب مؤكدا أنه معمل تصنيع مولدات كهربائية وليس مصنع أسلحة كما ادعى العدو، وافتتحناه قبل عام فقط من اليوم».
لا يخفي أحد حجم التصعيد الذي شهده الجنوب في الأيام الماضية، والذي كان قاسيا لجهة المجازر التي ارتكبها في النبطية والصوانة، أو استهداف مناطق صناعية سواء في القصيبة واليوم المنطقة الصناعية في الغازية، وحكما سيترك الاستهداف تداعياته على الحياة العامة، التي لم تلملم بعد مأساة مجزرة النبطية، وما تبعها من شلل وحذر أصاب منطقة النبطية، اليوم الغازية دخلت في عمق الحرب، فكيف سيكون رد حزب الله على هذا التطور، وأي تصعيد ستشهده القرى، خاصة وأن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كان واضحا في خطابه الأخير الذي حمل لغة تصعيد بالغة وأكد أن الدم بالدم في رد على مجزرة النبطية، فهل تكون المناطق الصناعية بالمناطق الصناعية في رد على استهداف الغازية؟