مايو 18, 2024

اخبار ذات صلة

خاص «السهم» بالصور: أهالي الوزاني: «لن نرحل وسنصمد حتى الرمق الأخير»

عند خطوط النار، القريبة من الحدود الجنوبية، يمضي سكان بلدة الوزاني في ممارسة حياتهم اليوم كالمعتاد، مع فارق بسيط اتباع الحذر، يرفض سكان الوزاني مغادرة البلدة الزراعية بإمتياز، فضّلوا البقاء قرب أرضهم وماشيتهم.

سكان الوزاني بغالبيتهم مزارعين، إمتهنوا الزراعة أباً عن جد، فالأراضي الزراعية الواسعة للبلدة، جعلتها واحدة من أهم روافد السوق بالانتاج الزراعي.

منذ بداية الحرب والأهالي يتصدون للقصف، سقط من بين أبنائها شهيدين مع بداية الأحداث، وتوالت الاعتداءات على البلدة وكان آخرها الإعتداء على مزرعة للمواشي.

يهدف العدو بطبيعة الحال إلى تهجير السكان، يبذل قصارى جهده لإبعاد السكان عن الوزاني، للبلدة رمزيتها التاريخية وأهميتها في الصراع اللبناني الاسرائيلي، فنهر الوزاني يشكل أحد عوامل النزاع اليوم، لطالما طمع العدو بمياه النهر، وحال دون استفادة لبنان منه، حتى أنه لوّح بعد التحرير عام ٢٠٠٠ بشن حرب على لبنان ابان افتتاح محطة الوزاني لضخ المياه للقرى الجنوبية.

ويندرج قصفه المحطة مؤخراً في سياق تلك الحرب، ناهيك عن محاولاته المتكررة لقطع كل إمدادات الحياة في القرى الجنوبية، فمحطة الوزاني تغذي قرى الوزاني ومرجعيون وصولاً حتى بنت جبيل، وبتدميره قطع إمدادات المياه عن تلك القرى، وبالطبع، سينعكس الأمر على الزراعة وتحديداً في الوزاني. يخشى أهالي الوزاني الأمر، فحياتهم رهن الزراعة، ودونها تتوقف سبل الامدادات الاقتصادية، وبالتالي سيتأثر السوق المحلي كثيراً ويؤدي الا ارتفاع الأسعار على مقربة من شهر رمضان المبارك.

في البلدة يواصل السكان حياتهم اليومية، يعاندون القصف ويرفضون التهجير، ومع كل اعتداء يزدادون إصراراً على التمسك بأرضهم. قرأ الأهالي نية العدو تهجيرهم، برز الأمر من تزايد استهداف الرعاة ومزارع المواشي وقصف محطة الوزاني ثالوث يبقي السكان في أرضهم، وبتعطيله يدفعهم للرحيل. غير أنّ غالبيتهم يؤكدون «لن نرحل وسنصمد حتى الرمق الأخير».

عادة ما تعبر صواريخ العدو من فوق البلدة بإتجاه قرى الخيام والحمامص وكفركلا وغيرها، اعتاد الأهالي المشهد، تأقلموا معهم وزادوا عزيمة على البقاء.

مما لا شك فيه أن خسائر البلدة الاقتصادية بفعل الحرب كبيرة، ولا تقدر، ومع ذلك يمضون في حياتهم، يعتمدون على المونة وما بقي من سلع في دكاكين البلدة، وعينهم على انتهاء الحرب.

من لا يعرف الوزاني، البلدة السياحية والزراعية بامتياز، وزادت أهميتها أنها تقع عند أخر نقطة حدودية مع فلسطين المحتلة، وشكلت على مدار السنوات الماضية مصدر قلق للعدو الساعي للسطرة على نهر الوزاني، في اطار حربه القديمة الجديدة السيطرة على موارد المياه، ويسعى اليوم لتحقيق مآربه ولكنه بتأكيد السكان لن ينجح لان المقاومة له بالمرصاد.

لم تهدأ عمليات المقاومة طيلة النهار، أخذة في التصعيد النوعي والكمي، تستهدف ثكنات وتجمعات ومستوطنات للعدو الصهيوني في العمق، في وقت يرد الأخير بإستهداف المدنيين واجهزة الاسعاف، اذ استهدف اليوم للمرة الثانية مركز تابع للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة بليدا وأدت إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى.

يندرج استهداف في سياق افلاس بنك أهدافه، الذي عادة ما يكون فارغ، ولا يصيب الهدف، وهذا برز في معظم الاستهدافات التي نفذتها مقاتلاته في الأيام الماضية، وربما يبرر فشله بتكثيف الغارات والتدمير والعنف الإجرامي السائد.

مما لا شك فيه أن قواعد الإشتباك سقطت مع استهداف المصانع في الغازية وقصفه بلدة كفررمان وتنفيذه مجازر بحق المدنيين وكان أخرها مجزرة مجدلزون التي أودت بحياة الشهيدة الطفلة أمل الدر ما يرفع عدد الشهداء الأطفال إلى ٧ منذ بداية الحرب.

مع تكثيف المقاومة عملياتها يطرح سؤال وحيد متى ترد على المجازر وكيف وأين انطلاقة من المعادلة التي وضعها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله دماء الشهداء لن تمر مرور الكرام والدم بالدم.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً