استضافت الاعلامية المتألقة جومانا بو عيد مصمم الازياء اللبناني العالمي نيكولا جبران، ضمن برنامج «يلا نحكي» عبر شاشة الـ«LBCsat»، الذي اكد انه يستمد الطاقة من الصعوبات التي يمر بها وليتمكن من الاستمرارية يتمسك بكل الاشياء رغم كل الظروف الصعبة.
تسأله من يُحلي اوقاتك فيقول: لا احد يستطيع ان يحلّي اي شيء الا الشخص نفسه و«الأنا» لم تكن موجودة في حياتي ولكنها أصبحت الأهم، وطبعًا، مع خبرتي، تعلمت ان الماضي هو ماضي ويجب تخطيه ونسيانه بكل بساطة.
كيف بدأت قصتك نيكولا تسأل بو عيد فيجيب: لم اكن اخطط لشيء بل أعيش كل يوم بيومه، ولدت في بيت متواضع وعائلة متواضعة ومحبة والعائلة تعطي الحب والمحبة وهذا الأمر هو الأساس في الحياة واعتمدت على نفسي وكنت أهوى كل ما يتعلق بالفن وكنت احب ودرست تصميم المجوهرات، والبداية كانت بين تحقيق الذات وما تريد العائلة ان احققه، وما املكه لم أكن أعرف ان أعبر عنه.

تقول ان الناس لا تعرف انه بدأ كعارض ازياء فيقول: كنت اشاهد حلقة من استوديو الفن وقالت لي ايميه سكّر «فرجيني طولك» وطلبت ان اشترك باستوديو الفن، وعرض الأزياء كان «سلّم» لأصل الى ما أريد حيث بدأت الأمور تنجح ومع الوقت احسست انني بدأت ان احقق ما أريد.
ويضيف: عملت في مصانع كبيرة وصغيرة وامسكت الابرة والخيط وكنست Atelier لأتمكن أن أؤسس عملي وهذا الأمر يمنحني السعادة ولو لم أعمل هذه الأمور لما أصبحت ما انا عليه اليوم.

تقول بو عيد: هناك كمية من المشاعر وانت تتكلم، فيرد: اشبه العديد من الناس الذين اعتمدوا على أنفسهم وحققت أمورا لم أخطط لها وكنت أرى النجمة الأميركية «مادونا» ولم أكن اتخيل انني سأعمل معها بيوم من الأيام، واليوم أعمل مع أسماء عربية وعالمية.

تسأله هل هناك ظلم للمصمم في بعض الأحيان؟ فيقول جبران: كان المطلوب ان نوصل صورة معينة عن طريق مشهور وهناك الكثير من المصممين الذين انظلموا، واليوم اعمل مع فنانين وأشخاص خارج الضوء والشخص الذي تحت الأضواء يوصّل أسرع مجموعتي. اهتم كثيرا بالشخصية التي اصمم لها ويهمني ان تكون الشخصية «لابسة صح» واحب ان اعمل على «جسم الست» وكل امرأة لها قوة معينة ورغم أنوثتها ونعومتها تخفي قوة واحب ان ابرز مفاتن معينة للمرأة القوية.
ويقول: اليوم تعملت ان الطموح لا يقف وفي عالم الموضة كل يوم هناك شي جديد ويجب ان نتطور مع الموضة ونحن نحاكي مجتمع يكبر وتختلف نظرته للموضة ومع التطور يجب ان نتطور وان نفكر بطريقة أخرى.

ويلفت الى ان الفستان الأنجح يصل أسرع وكل شخص لديه نظرة للفستان. ومادونا لبست اول مرة في الـ 2015 او 2016 وهي أيقونة وتواصلت Katy Perry معي لألبسها. اليوم بعصر السرعة الذي نحن فيه تصل الرسالة أسرع وكل الناس على السوشيل ميديا واليوم كل شي حلو يتم التواصل للحصول عليه، كان التواصل مع مخرج يريد ان يصور كليب ونحن طلبنا تفاصيل ثم عرفنا انه للمغنية Katy Perry واحسست انه اول خطوة لعملي واليوم المصمم مع هكذا عمل يتم تقديره. وفي لبنان كل شيء سهل ولكن لدينا معاناة نعيشها كل يوم.

وعن الفرق بين الغرب والشرق يقول: الدفء بالعلاقات في الشرق ليس موجودا في الغرب، وفي المرات التي التقيت فيها مشاهير غرب هم «طيبون» وكان عملي كبيرا مع «مادونا» في جولتها مع الراقصين، اجتمعت مع بيونسيه وسيلين ديون وجنيفر لوبيز وهي تتابعني، وانا لست المصمم الوحيد الناجح بل نحن المصممون اللبنانيون من انجح المصممين في العالم. واعتبر ان المصممين الذين سبقونا هيّأوا الطريق لنا، وكل مصمم لبناني يقوم بمجهود لايصال صورة جميلة عن لبنان يكون عمله «كتير حلو» ولا يمكنني الا ان أرى نجاح ايلي صعب ولا اعتبره زميلا بل أيقونة بعالم الموضة وهو سهّل الكثير من الأمور لنا، ولا يمكنني الا ان اذكر المصمم زهير مراد والموضة التي يقدمها، وايضا جورج حبيقة، وننسى اليوم ان مصممين انطلقوا ويجب ان نسلّط الضوء عليهم وظروف الحياة لا تساعدهم لأن يصلوا.

وتسأله بو عيد من يحدد الموضة ؟ فيقول: كل مصمم يجب ان تكون لديه النظرة وانا ألحق الهام معين واحساس معين ونعرف ألوان الصيف والشتاء المقبلين ويمكننا ان نتابع على السوشيل ميديا. لوني المفضل الأسود، والأسود جعلني أعمل على الكثير من الألوان وفي يومياتي ألبس دائما الأسود وليس لدي قواعد وحدود في عملي.

ما الذي يتحكم بمزاج المصمم؟ يقول جبران: احب ان اختلي مع نفسي في الطبيعة واحب ان امشي فيها والطبيعة هي المكان الذي يمكنك ان تأخذي كل شيء جميل منها، وتجعلني لا أفكر ان اترك لبنان رغم الظروف التي نعيشها. في لبنان يوجد الكثير من الأمور الجميلة وفيه روح وطاقة وكل شيء موجود في لبنان يجعلنا مرتاحين ولا يمكنني ان اتخلى عن لبنان.
ويحكي المصمم الشهير: كنت صغيرا بعمر الـ13 وكنت احب ان ارسم كثيرا، وفي البيت كان هناك نوع من الرفض ولكن كان لدينا جارة اعطتني سعر مجلة متخصصة فقط للرسم، اتذكر كان سعرها 13 ألف ليرة وتعلمت الرسم وانطلقت، وبعت أول فستان للجيران وكانوا من اوائل الزبونات ومن ثم سافرت الى الخارج وكنت بحاجة الى ان اعمل لكي أتعلّم.
ويضيف: سافرت الى الامارات في عمر ال19 وعملت هناك لفترة والأبواب كانت تفتح أمامي تدريجيًا وكانت الاشارات ايجابية.

ويلفت الى انه «قمت بعمل مشترك مع ماركة مشهورة جدا، اقدم تصاميمي في القسم الاول وكان الاتفاق ان يكون القسم الثاني من الماركة، نجحت تصاميمي واتاني عرض لأكمل بها ولكن بشرط ان يكونوا باسم الماركة وطبعا رفضت. والآن لا تواصل معهم».

عن اجمل فستان قال: لا اعرف ان أميز الحلو عن الأحلى.
وعن اكثر فستان يبقى بباله قال: قبل عام 2010 كنت أعبّر أكثر وكل ما كنت افكر به اطبقه على الثياب وكل ما قدمته في تلك الفترة احببته كثيرا. احسست انه يجب ان اغيّر واذهب في اتجاه آخر ومختلف وهذا الأمر يجدد الروح ويكون مشابه للعصر الذي نحن فيه.
ويعترف: بلدنا هو أجمل بلد بالعالم وما يربطني بهذا البلد كبير جدا.
وعن العمل مع إليسا قال: احب بصدق وأعطي بصدق وأحترم علاقتها مع الأشخاص الذين صرلها سنين تعمل معهم ولا احب أن آخذ مطرح أحد ولا أحب أن اخرق علاقة وهناك صورة صعب خرقها وارى انها مخلصة وحريصة مع من تعمل وهذا الأمر يريحني. كل فنان يحاول ان يفتش عن صورة جديدة. كل شخصية حرة يكون لديها غموض وانا شخصية حساسة واعتمد على احساسي واتعامل مع الناس بلطف وطيبة. فرح بالتعاون مع اليسا وهناك عمل مقبل ايضا.

وعن أحلام يقول: أحلام ليست صعبة وتعرف انها تريد التغيير وان تسبب بجدل.

عن ماجدة الرومي: كان التعامل معها «تحدي» وفي الـ2004 كان اول تعاون لي معها وعملنا في «اعتزلت الغرا» وبقينا ونتواصل دائما ولديها شروط معينة وانا احب ان اريح الناس. الكليب مع نادين لبكي في «اعتزلت الغرام» وبين ظروف ماجدة وظروف الكليب قمت بتطويل الفستان وكنت اريد ان ارضي الطرفين وصوّرت الكليب ولم ينتبه احد انني طولته.

وعن سميرة سعيد: روحها صغيرة وشبابية وتحب القصص الجديدة.

وعن هيفا وهبي: صديقة وعملنا كثيرا ولدي مساحة من التعبير مع شخص مثل هيفا. هي جميلة وكاملة ولدي خطوط بسيطة لأحافظ عليها وهذا الأمر يجعل التعاون بيننا ناجح.

اما عن شيرين فيقول: طفلة وأرى الجهة الثانية التي لا يراها الناس.

وعن نجوى كرم: من لا يعرفها يجهلها، هي صديقتك واختك وتعرفينها اكثر مني، ما آخذه منها اكثر من الذي اعطيه، ترفعني وتجعلني مرتاحا ويجب ان تكون الجلسة طويلة معها وهي دقيقة جدا، وشخص مثلها لا يمكن ان اغلّط معها لأنها تعلم ماذا تريد وهي تستمد قوتها من جسمها الذي تهتم به كثيرا وتمارس الرياضة بشكل منتظم.

تقول بو عيد: مع اصالة تخللت علاقتكما «طلعات ونزلات»، فيجيب جبران: انا واصالة «twins» احبها وهي قريبة بالنسبة لي وعايشت كل ظروف حياتها وصداقتي بها منذ 25 سنة. لا اصل لمرحلة الزعل معها بل الغنج والعتب. كان يجب ان اهتم بها في ظروفها وهذا غير المحبة التي اكن اليها. لدينا قصص تشبه محبتنا والقرب بيننا.

من كان البديل في فترة البعد، يجيب: لا أفتش عن بديل وتعوّدت ان أخذ الطاقة من الأمور الجميلة ومن أمي ايضا ولا معنى للحياة من دون الحب والمحبة.

عن مايا دياب: لا تعاون الآن معها، صديقة وأخت وهي طبيعية كثيرا وصريحة جدا ولا احب اي فكرة ان تغير هذه الصورة وفي فترة ضفت عليها كل ما اريد ان اعبر عنه.
اليوم أركز على ما أريد ان أقوم به.

عن ميريام فارس: في بداياتها كان العمل جميلا جدا معها وقمنا بصور جميلة جدا، والفنان بحاجة ان يجدد طاقته وصورته.

تقول بو عيد: اول عرض لك حلم تحقق وكان خسارة كبيرة، فقال: لليوم لا اجد وصفا لهذا اليوم، ان اثبت نفسي كان صعب جدا وخصوصا امام والدي وشاءت الظروف انني لم اكن اعيش في لبنان، ولأثبت لوالدي الذي كان مريضا ان الذي اقوم به ناجح اخترت تاريخا معينا واخبرته انني سأقوم بالعرض وانه سيراه، ولكن بنفس اليوم توفي والدي ورحت الى العرض. احسست برسالة ولم أفهمها ومع الوقت فهمت رسائل عدة وتحديت صعوبة الموقف وكنت مرتبط وملتزم ولم اقدر ان ألغي العرض واحسست انها نقطة قوة لي وكنت خجولا وهذا الموقف أعطاني القوة ورحت الى العرض بحالة صعبة وفي رأسي 100 سؤال. ابي راض علي قبل ان يموت وكنت اريد ان افرحه وكان راض عن عملي.

تقول بو عيد: اصبحت اب منذ 20 سنة بعد وفاة ابيك وأجاب قائلا: هذه واحدة من الرسائل التي حملني اياها والدي وتخليت عن الكثير لأبقى الى جانب عائلتي وانا فرح كثير بهذا الوضع وكانت المسؤولية كبيرة ووالدتي كانت بحاجة اليّ. والله هو مصدر قوتي اليوم لدي ثقة بالناس ولدي تجارب بشعة في الحياة وأعطي فرصا كثيرة وأفكر بطريقة مختلفة عن قبل، مشكلتي انني عاطفي وموقفي يأتي من عاطفة أكثر من أنه حدّ ولكن أعبّر عن نفسي.

وعن اصعب لحظة بالمهنة يقول: الحريق الذي حصل في مشغلي عندما رأيت كل شيء بالأرض سألت لماذا حدث. وقررت انني اريد ان استمر وبدأت بالترتيبات للاستمرار وما من أمر صعب في الحياة.