عقد “لقاء الهوية والسيادة” مؤتمراً عامّاً لمناقشة الوثيقة التي أطلقها من بكركي بعنوان “رؤية جديدة للبنان الغد، دولة مدنية لامركزية حيادية” صيف 2023، والتداول بأبعادها كمخرج من الازمات اللبنانية، وذلك في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وحضور رئيس اللقاء الوزير السابق يوسف سلامة، الشيخ سامي عبد الخالق ممثلا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، الشيخ محمد حيدر أحمد ممثّلا العلامة السيد علي فضل الله. كما شارك أيضاً النائب انطوان حبشي ممثّلاً تكتل “الجمهورية القوية”، النائب سليم الصايغ ممثّلاً حزب الكتائب اللبنانية، النائب نعمة أفرام والنائب جميل عبود عن “مشروع وطن الانسان”، النائب سيزار ابي خليل عن تكتل “لبنان القوي”، النائبين طوني فرنجية والنائب وليم طوق عن “التكتل الوطني المستقل”، والنائب التغييري المستقل الياس جرادة، نشأت الحسنية عن كتلة “اللقاء الديمقراطي”، المحامي ادوار طيون عن كتلة “تجدد”، حياة أرسلان عن “تجمع دولة لبنان الكبير”، طوني ميسي عن”ثورة الأرز”، الدكتور محمد شيا، بالإضافة الى اعضاء من “لقاء الهوية والسيادة” وحشد من الفاعليات السياسية والثقافية والفكرية والدينية والاجتماعية .
في كلمته، وجّه البطريرك الراعي تحية وشكر لجميع الحاضرين كما شكر “لقاء الهوية السيادة” الذي عمل على الوثيقة، وقال: “هذه الوثيقة ايجابية وتحمل قسمين، القسم الثابت والقسم الذي يشكّل مسائل، القسم الثابت هو أن لبنان دولة مدنية فمنذ العام 1920 فصل لبنان الدين عن الدولة في جملة تقول إنّ الانتماء الى لبنان يتمّ عبر المواطنة لا عبر الدين، وإذا أخذنا الدستور فلا يوجد أي شيء يجمع الدين والسياسة. أما الثابتة الثانية فهي أن لبنان تعددي وهذا جماله فهو مؤلّف من مكونات عدة ثقافية ودينية ضمن وحدة الوطن، وكي نعيش هذه التعددية في الوحدة وُجد ما يُعرف بالميثاق الوطني والذي جدده اتفاق الطائف ونظمه الدستور. الثابتة الثالثة هي من صميم طبيعة لبنان على الرغم من أنها قد تخلق حالة جدل، وهي لبنان الحيادي لانه لا يمكن أن لبنان التعددية والديمقراطية اذا لم يكن حيادياً، فهو منذ انطلاقته عام 1943 كان التركيز على التحييد والحياد والنأي بالنفس، ولو كان البعض اليوم لا يقبلها فأنا أقول إنّ هذا من صميم الهوية اللبنانية، وهذا ما أسميته القسم الثابت، أما القسم الجديد فهو إدخال عناصر تتجاوز الدستور كما هو اليوم وتتجاوز اتفاق الطائف، فنحن نقول دائماً دعونا ننفذ اتفاق الطائف نصًّا وروحاً، ثم يمكننا السير إلى الأمام”. وأضاف: “نحن اليوم أمام طروحات مستقبلية لكنها لا يمكن أن تحلّ مكان اتفاق الطائف أو مكان الدستور، وهذا ما سناقشه اليوم من كل جوانبه، وأكرر الترحيب بالجميع، كما أشكر الوزير سلامة على ترتيب هذا اللقاء”.