قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده ستحذر إسرائيل اليوم الأربعاء من أن صبرها بدأ ينفد إزاء “المعاناة المروعة” في غزة، حيث يموت الناس جوعا بسبب نقص المساعدات.
وأضاف كاميرون، الذي من المقرر أن يجتمع مع بيني جانتس عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي اليوم الأربعاء، للبرلمان البريطاني في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن طريقة تعامل إسرائيل، باعتبارها سلطة الاحتلال، مع المساعدات المقدمة لغزة تثير تساؤلات حول الامتثال للقانون الدولي.
وقال كاميرون أمام مجلس اللوردات، المجلس الأعلى في البرلمان “نواجه وضعا من المعاناة المروعة في غزة… تحدثت قبل بضعة أسابيع عن خطر تحول هذا الأمر إلى مجاعة وخطر تحول الإعياء إلى مرض، ونحن الآن في تلك المرحلة”.
وأضاف “الناس يموتون جوعا، ويموتون من أمراض كان من الممكن الوقاية منها”.
ودعمت بريطانيا، مثل الولايات المتحدة، في البداية الهجوم الإسرائيلي على غزة ردا على هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول قالت إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
لكن كاميرون، وهو رئيس وزراء سابق، كثف دعواته إلى وقف إطلاق النار في الأسابيع القليلة الماضية فيما قدرت سلطات الصحة الفلسطينية عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي بأكثر من 30 ألفا وحذرت الأمم المتحدة من أن الكثيرين على شفا المجاعة.
وقال كاميرون للبرلمان إن المساعدات التي ذهبت إلى غزة في فبراير شباط كانت نصف كمية ما تم تسليمه في يناير كانون الثاني تقريبا.
وتابع “يجب أن ينفد الصبر بشدة ويجب إصدار سلسلة كاملة من التحذيرات، بداية، كما آمل، باجتماع سأعقده مع الوزير جانتس عندما يزور المملكة المتحدة” الأربعاء.
وسمع جانتس، وهو منافس سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة مماثلة عندما التقى مع كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي في واشنطن يوم الاثنين. وحثت هاريس إسرائيل على صياغة خطة إنسانية “ذات مصداقية” من أجل غزة، بعد أن حذرت في السابق من أن الظروف هناك “غير إنسانية”.
واتهمت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى إسرائيل بمنع أو تقييد وصول المساعدات إلى غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقال كاميرون إن الكثير من المواد تم رفض إرسالها إلى غزة لأنه “يفترض أنها سلع ذات استخدام مزدوج”.
وتقول إسرائيل إنها ملتزمة بتحسين الوضع الإنساني في غزة وإنه لا توجد حدود للمساعدات المقدمة للمدنيين. وألقت باللوم على الأمم المتحدة في أي مشكلات تتعلق بالتسليم، قائلة إن القيود المفروضة على كمية ووتيرة وصول المساعدات تعتمد على قدرة الأمم المتحدة والوكالات الأخرى.