مايو 18, 2024

اخبار ذات صلة

خاص «السهم» ـ بالصور: الصامدون في الجنوب يواجهون واقعاً قاسياً مع إقتراب شهر رمضان

مع إقترابنا من شهر رمضان المبارك، يبدو أن الهدنة أو حتى الحل المرتقب، تبخر في غياهب البحث عن فك طلاسم الحل، حلٌ ترفض إسرائيل الدخول فيه، فهي الحلقة الأضعف عسكرياً، وترفض إيقاف الحرب قبل تحقيق نصر ولو وهمي، من هنا كثّفت غاراتها ومجازرها سواء في غزة التي تعيش حرب المجاعة القاتلة، أو في جنوب لبنان، حيث لم تهدأ الغارات طيلة هذا النهار، وتطال منازل وتسويها في الأرض.

حرب الإبادة التي بدأها العدو في جنوب لبنان، يستخدم فيها أسلحة فتّاكة، تذيب الحجر والبشر معاً، وهو ما يجعل جثامين الشهداء أشلاء، من الصعب العثور عليها.

تزايد حجم الدمار في القرى، تغيرت معالمها، لم تعد تلك التي تعج بالحياة والحركة التجارية، غابت الأسواق عن قرى الحدود نهائياً، فرغت من ناسها، إلا من قرر الصمود، ودفعته الظروف المعيشية للبقاء، فالنزوح قاس بحسب النازحين أنفسهم، وتدَخل الـNGOS لم يرتقي إلى المستوى المطلوب.

يواجه الصامدون واقعاً قاسياً، فالإمدادات الضرورية باتت محدودة، لا تصل المواد الغذائية إليها، إنقطع أوصالها عن قرى النبطية وصور، وكأن التاريخ يعيد نفسه إلى ما قبل التحرير، مع فارق بسيط، أن الطرقات ليست مقطوعة، بل غير صالحة للعبور بسبب الخطر.

قطع العدو أوصال القرى، فرّقها عن بعضها بالقصف والغارات والدمار، مشهد الدمار مخيف في هذه القرى، تبدّل حالها رأساً على عقب، في حولا ما زالت المآساة شاهدة، ودعت البلدة ثلاثة من أبناءها شهداء، كانوا في منزلهم حين إستهدفهم العدو بصاروخ مدمر فمحى المنزل ومن فيه عن بكرة أبيه.

هي المجزرة الثالثة التي ترتكب في حولا، ٧ شهداء حتى اللحظة سقطوا ضريبة صمودهم، تقع حولا قبالة موقع العبّاد، ومستوطنة مرغليوت، تحولت البلدة إلى خراب، تستهدف بشكل يومي، ومع ذلك لم يتخلى العديد من أبناءها عنها، فالنزوح كلفته باهظة، في ظل «تطنيش» الدولة عن دعم أو مؤازرة النازحين في محنتهم الحالية.

لم تتدخل الدولة إلى الأن، وإن حضرت يكون حضورها خجولاً للغاية، بالرغم من مرور ستة أشهر على الحرب، ما زال هناك نازحون لم يصلهم حرامات أو فرش، بعض الجمعيات تتدخل لأجل الدعم النفسي أو التوعية من مخاطر الفسفور الأبيص، غيرَ أن ما يحتاجه النازح هو الأكل «فالمحاضرة لا تسد الجوع» وفق قول النازح نفسه.

حتى الصامدون لم يصلهم الدعم، بالكاد وصلتهم حصة غذائية مقدمة من مجلس الجنوب، وعدا ذلك، فالمساعدات تصل الى بلدة دون أخرى، لا فرق هنا.

يتكل الأهالي هنا على حواضر المنزل أو ما يعرف بالمونة المنزلية، يحرص الجنوبيون على تخزين المؤن البلدية للشتاء، هذه المرة جاءت للحرب، هناك من بدأ بقطف الأعشاب البرية لإعدادها كوجبة طعام كالعصورة أو الهندباء، البقلة أو حتى اعداد العجة، وجبات لطالما كانت ركيزة «السفرة الجنوبية» فالخبز والمواد الغذائية تصل بالقطارة بسبب صعوبة الطريق.

لا هدنة مرتقبة، فهي سقطت في الفخ، حتى أن هوكشتاين المبعوث الأمريكي أعلن من بيروت قبل أيام أن هدنة غزة ليس بالشرط أن تسري على لبنان، ما يعني أن الحرب ستبقى «شغّالة» في شهر رمضان.

توازياً، يواصل العدو من استهدافاته للقرى والبلدات الحدودية، أخرها الغارات على وادي العزية.

وكان إفتتح بنك أهدافه بقصف منزل في الضهيرة والذي أدى الى سقوط شهيد مدني، وشهد اليوم عدة غارات استهدفت عيترون وعيتا الشعب. في وقت لم تفارق طائرات العدو التجسسية الأجواء.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً