مايو 11, 2024

اخبار ذات صلة

الراعي: على القوى السياسيّة الكفّ عن النعرات المتبادلة

اعتبر البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراغي أنّ “سرّ الإفخارستيّا الذي يجمع المؤمنين والمؤمنات إلى جسد المسيح الواحد أي الكنيسة، هو سرّ الوحدة في التعدّديّة. فكما الخبز المحوّل إلى جسد الربّ مؤلّف أساسًا من حبّات قمح جُمعت وطُحنت وعُجنت وخُبزت، فصارت خبزًا واحدًا، هكذا نحن المؤمنين بالمسيح أفراد جمعتهم الكلمة الإلهيّة والنعمة، نُصبح جسد المسيح بتناول جسد الربّ ودمه. يكتب بولس الرسول: “الخبز الذي نكسره هو شركة في جسد المسيح. ولأنّه لا يوجد سوى خيز سوى خبز واحد، فنحن نشكّل جسدًا واحدًا، لكوننا نشارك في هذا الخبز الواحد”.
وقال الراعي في عظة قداس الأحد، في بكركي، إنّ “سرّ القربان يمنحنا ثقافة الوحدة في التنوّع. هذه الثقافة هي من صميم النظام اللبنانيّ والكيان الذي وضعه المؤسّسون بميثاق وطنيّ سنة 1943.وقد جُدّد في اتفاق الطائف سنة 1989″، مؤكداً أنّه “ثقافة العيش معًا مسيحيّين ومسلمين بالمساواة والإحترام المتبادل والمشاركة بالتساوي في الحكم والإدارة. ولكن الإمعان عمدًا في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة يزعزع الميثاق وثقافة الوحدة في التنوّع، لأنّ رئيس الدولة هو ضابط الوحدة الوطنيّة بحكم الدستور (المادّة 49). بغيابه تتفكك العائلة اللبنانية كما هو حاصل”.

وأضاف: “الوحدة الوطنيّة وثقافتها تقتضي أمرين: الأوّل، إجراء التطورات في مؤسّسات الدولة وهيكليّتها، بحيث تُؤمّن مصالح المواطنين؛ والثاني، حمل رسالة السلام والتفاهم بين شعوب المنطقة العربيّة والعالم، واحترام حقوق الإنسان في مجتمعنا المشرقيّ”، مؤكداً أنّ “هذه الوحدة تقتضي الإبتعاد عن الصراعات بإلتزامين: الأوّل، عدم انحياز الدولة إلى أي من المواقف في الأزمات الدوليّة والإقليميّة، إلّا في قضايا العرب الكبرى. والثاني عدم إنحياز الحكم المركزيّ إلى أيّ من الطوائف أو الفئات في الأزمات الداخليّة”.

وتابع الراعي قائلاً: “من هذا المنطلق يجب على القوى السياسيّة الكفّ عن النعرات المتبادلة، بل يجب عليهم العمل على شدّ أواصر العائلة اللبنانيّة، لكي يواجهوا معًا المخاطر الإقليميّة الكبرى الراهنة. فلنصلِّ إلى الله كي يمنحنا جميعًا نعمة الإيمان بحضوره معنا وبيننا ليسير بنا إلى كلّ ما هو حقّ وخير وسلام. له المجد الآن وإلى الأبد، آمين”.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً