يرفض مزارعو الزيتون مغادرة أراضيهم، فهم يعتمدون على الموسم في حياتهم، تحت الخطر يقطفون أشجارهم، على عجالة من أمرهم، فالقصف يتساقط عليهم بين الحين والآخر.
أكثر من قذيفة سقطت في أحد حقول الزيتون في برك الملوك والقليعة، أحدها كاد أن يوقع مجزرة لولا العناية.
يعمل المزارع حنا ضاهر في بستان الزيتون بالقرب من مكان سقوط إحدى القذائف داخلها، ومع ذلك يمضي في قطاف أشجاره، يعتمد على العمال السوريين، المفارقة أن هؤلار رفعوا أجرتهم اليومية من ١٠ دولارات إلى ٣٠ دولاراً، وهو ما سينعكس على سعر تنكة الزيت التي قد تصبح ب١٥٠ دولاراً.
تحت الخطر يقطف المزارعون حبوب الزيتون، لا خيار أمامهم، يشكّل الموسم ركيزةً اقتصادية لهم، فهو بنك سنوي لهم.
تأخّر موسم القطاف كان يفترض أن ينجز، حالت الأوضاع الأمنية المتدهورة في الجنوب دون ذلك، جعلت الموسم على المحكّ، لم يستطع كل مزارعي الزيتون قطاف محاصيلهم، يصفون الموسم بالكارثة.
يقول رئيس بلدية برج الملوك إيلي سليمان إن الزيتون يشكل الركن الاقتصادي الأساسي للعديد من ابناء البلدة، لافتاً إلى أنّه مهددٌ اليوم بسبب القصف.
نكستين أصابتا الزيتون الأولى تمثّلت بشحّ الحبوب اذ سجّل تراجع ٤٠ بالمئة عن العام الماضي، والثانية الخطر المحدق به، وفي كلتا الحالتين النكسة حلت.
فرضت البلدية تسعيرة لأجرة اليد العاملة بلغت ١٠ دولارات للرجل و٨ للسيدة، وتشكّل اليد العاملة السورية ركيزة اساسية، غير أن فقدان اليد العاملة اليوم دفع وفق سليمان الى ارتفاع الأجرة ما سينعكس على سعر التنكة. وبرأيه ال١٥٠ دولارا تبقى ضمن السعر المنطقي.
على تخوم الحدود تقع برج الملوك كما القليعة وغيرها فرغت من سكانها، لم يبق داخلها سوى الرجال، بالكاد تجد ٢٥٠ شخصا يقول سليمان فالخوف دفع بالجميع نحو النزوح، ويشير إلى أنّ البلدة تعرّضت للقصف أكثر من مرّة وطال في إحداها ميتماً للأطفال.
في المحصّلة موسم الزيتون على المحكّ، يسارع المزارعون لقطاف ما تيسر، على قاعدة قرشة ولا الجوع.