قُتِل شخصان ليل الثلثاء الأربعاء وجرح المئات في أرخبيل كاليدوينا الجديدة الفرنسي في جنوب المحيط الهادئ الذي يشهد أعمال شغب جراء مشروع تعديل دستوري أقره النواب ويرفضه دعاة الاستقلال، فيما دعت كل الأحزاب المحلية في نداء مشترك إلى “الهدوء والتعقل”.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ندّد بأعمال العنف “غير المقبولة” إلى اجتماع طارئ لمجلس الدفاع والأمن الوطني الذي يضم عددا محدودا من الوزراء، لتنسيق الاستجابة للأزمة.
وأعلن ممثل الدولة الفرنسية في هذا الأرخبيل الذي استعمرته فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر سقوط أول قتيل في هذه الاضطرابات وهي الأخطر منذ تلك التي سجلت في هذه المنطقة الفرنسية في الثمانينات.
وأوضح المفوض السامي للجمهورية لوي لو فران أن الضحية لم يُصب “برصاص الشرطة او الدرك بل بنيران شخص أراد بالتأكيد الدفاع عن نفسه”.
وقتل شخص آخر خلال الليل على ما أكدت المفوضية السامية من دون أي تفاصيل أخرى. وأكد لو فران أنه “يمكني وصف الوضع بأنه تمردي”.
وأصيب مئات الأشخاص بجروح بينهم “نحو مئة” شرطي، على ما أفاد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الأربعاء.
وأفاد مصدر مطلع على الوضع وكالة فرانس برس الأربعاء أن دركيا أصيب بالرصاص إصابة خطرة.
وفي ظل استمرار أعمال الشغب دعت الأحزاب الرئيسية في كاليدونيا الجديدة من منادية بالاستقلال وغيرها، في نداء مشترك الأربعاء السكان إلى “الهدوء والتعقل”.
وجاء في النداء “رغم الوضع التمردي الذي نشهده منذ 48 ساعة وفي إطار العيش المشترك، ندعو بأعلى صوت كل السكان إلى الهدوء والتعقل”.
ورغم حظر التجول في نوميا كبرى مدن كاليدونيا الجديدة، تجددت مساء الثلثاء أعمال العنف التي بدأت الاثنين في الأرخبيل، مع اندلاع حرائق كثيرة وعمليات نهب وتبادل لإطلاق النار شمل أيضا القوى الأمنية.
أفاد لو فران بحصول “تبادل لإطلاق النار بين مثيري شغب ومجموعات دفاع مدني في نوميا وبايتا” و”محاولة اقتحام مفرزة (درك) سان ميشال”. وقال إنه استعان بقوة التدخل السريع لمنع مجموعة من مثيري الشغب كانوا يتوجهون إلى مخزن للغاز.
وتابع “أترك لكم تصوّر ما سيحدث إذا بدأت ميليشيات إطلاق النار على أشخاص مسلّحين”، متحدثا عن “دوامة قاتلة”.
وقال سيبستيان أحد سكان نوميا البالغ 42 عاما أنه يقوم بأعمال الحراسة “لحماية المدينة” موضحا أن “عناصر الشرطة لا يمكنهم القيام بكل شيء لذا نحاول أن نحمي أنفسنا وعندما تحتدم الأمور نبلغ الشرطة (…) نحاول أن يكون لكل حي عناصر مسلحة خاصة به”.
- تصويت –
في فرنسا القارية أقرت الجمعية الوطنية ليل الثلثاء الأربعاء بتأييد 351 عضوا ومعارضة 153 النص الذي يوسع من يحق له المشاركة في انتخابات الأرخبيل ويثير غضب المنادين بالاستقلال.
وينبغي أن يحصل هذا التعديل بعد على تأييد 60 % من البرلمانيين المجتمعين في فرساي، لإقراره.
ويهدف مشروع القانون الدستوري، إلى توسيع من يسمح له بالمشاركة في الانتخابات المحلية التي ترتدي أهمية كبيرة في الأرخبيل لتشمل كل المولودين في كاليدونيا والمقيمين فيها منذ ما لا يقل عن عشر سنوات. ويرى المنادون بالاستقلال أن ذلك “سيجعل شعب كاناك الأصلي أقلية بشكل أكبر”.
وأسف رئيس الحكومة المحلي المنادي بالاستقلال لوي مابو الأربعاء “لهذا المسعى الذي يؤثر بشكل كبير جدا على قدرتنا على إدارة شؤون كاليدونيا الجديدة”.
وأضاف” نوجه نداء إلى الهدوء”.
وطلبت الشخصية الرئيسية غير المنادية بالاستقلال سكرتيرة الدولة السابقة صونيا باكيس من ماكرون إعلان حال الطوارئ “لنشر الجيش خصوصا إلى جانب الشرطة والدرك”. وأكدت “نحن في حال حرب أهلية”. وقام حزب الجمهوريين اليمين بالطلب نفسه.
وأدى النقص في المواد الغذائية بسبب تعذر إمداد المتاجر بالسلع، إلى تشكل طوابير انتظار أمام المحال.
وبدأت أولى المواجهات بين محتجين والقوى الأمنية الاثنين على هامش تجمع للمنادين بالاستقلال احتجاجا على مشروع التعديل الدستوري.
ومطار نوميا مغلق منذ الاثنين. وقال لوفران الأربعاء انه طلب تعزيزات من الجيش لحمايته.