في الحلقة الاولى من الموسم الثاني لبرنامج «يلا نحكي» عبر شاشة الـLBCsat الفضائية استقبلت الإعلامية المتألّقة والراقية جومانا بوعيد الممثل السوري المثقف والموهوب فايز قزق حيث رحبت به قائلة: «انه سيّد المسرح، سيد التلفزيون، سيد السينما وسيد الدراما».
وقد قال الممثل قزق ضمن الحوار مع الاعلامية بو عيد ان كل انسان له بصمته الخاصة، وهناك دائما فعالية في الحياة في الشارع والعمل وأنه يحاول لملمة المزيد من الأفكار لامتحان الأفكار القديمة وتداولها مع الناس.
وتابع رداً على سؤال: العالم كله يغلي اليوم ومنها حركة الربيع العربي ما يجعل الإنسان متحفزا على امل ان تنتهي كل هذه الأمور.
وقال: أتصور انه بعد عدة سنوات سنرى عالما جديدا وآسيا قادمة بجروحها وقروحها وفقرها. وانا قلق بالنسبة للأجيال القادمة وأحب البشرية جمعاء ان تكون بسلام ويبدو اننا مسيرون بالانترنت وثمة من يحاول جر الكمّ الهائل لمصلحته.
وعن التطوّر التكنولوجي قال: التكنولوجيا شيء موجود ونحن أمام ميكروفون وكاميرا، أمام عالم جديد تلعب فيه التكنولوجيا بشكل حقيقي وعميق ولا تتوقف عند أي حد وسيكون هناك نوع جديد من التطور، والذكاء الإصطناعي أمر مريب والمثلية التي تطرحها الولايات المتحدة الأميركية حيث يسعون الى انسان جديد ولو كان الأمر يتعلّق بانقراض الجنس البشري، ولا يمكن للإنسان ان يستسلم ولابد من المقاومة شرط ان تكون هذه المقاومة في مصلحته.
وتابع: على المستوى الثقافي والتعليمي التدريبي هناك أدوات لم تعد فعّالة كما هو الأمر على المستوى التكنولوجي التي تساوي هذه الادوات الملايين من البشر وتحوّلهم الى أمر ضد ما هم عليهم.
وعن غياب المسرح قال: في البلدان العربية لم تكن الحكومات تهتم بتثقيف الشعوب وفجأة ظهرت السينما وانطفأت الآن، والأشياء الجديدة هي المتاحة اليوم، والرياضة كانت حقيقية واليوم تجعل البشر متوّهين. الحرب فعلت فعلها وهناك أمور تغيّرت في سوريا وبقي ناس دمشق وأضيف اليهم شيء من التلوين اللطيف وناس جدد نزحوا اليها من الرّقة، دير الزور، الحسكة والقامشلي وهم ناسنا وأحبابنا ونحن شعب واحد وأهل دمشق هم أهل كرم.
وعن علاقته بلبنان قال: أتيت لأول مرة عام 1991 الى بيروت الى مسرح عين المريسة وقمنا بعرض مسرحية وتوالت العروض الى عام 2007 الى مسرح بابل في الحمرا وكان الشارع زاخر في الثقافة والمقاهي التي يمكن أن نرى فيها محمد دكروب، بول شاوول، عصام محفوظ، رفيق علي أحمد، أحمد قعبور الذين كانوا من أجيالنا وكانت جلسات لطيفة وكان مهم هذا التحاور البريء واللطيف والأنيق، وكنت أشتري كتبًا من بيروت وأحملها معي الى دمشق.
والعروض المسرحية التي كنا نقدّمها كانت تجرّ الى المسرح أعدادا كبيرة وكان بجانبنا عندما كنا نعرض مسرحيّة «الاغتصاب»، الأستاذ الفنان المهم والذي نحترمه كثيرا زياد الرحباني كان يعرض مسرحية «بخصوص الكرامة والشعب العنيد» وكان هناك نوع من اللطافة والأناقة والإنسان الحر والإجتماع الحر في المسرح، بالإضافة الى أغاني فيروز وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وكل هذا كان يشكّل في بيروت وفي شارع الحمرا حالة ثقافية ووجدانية مهمة بالإضافة الى الصحافة وخصوصا صحيفة «السفير» التي توقفت. وكل هذا اختفى الحذاء أصبح في الواجهة أكثر من الكتاب.
قال: أعمل مع «ايغل فيلمز» وأؤدي شخصية منير واسمه الضبع ويدخل في اكثر من مشكلة وتتلاشى الأسرة. لا يمكن أن أقدم شخصية شريرة ويبقى الشر في نفسية الإنسان الذي يشاهد، قمت بأداء ريتشارد الثالث هو صفوة الشر عند شكسبير وقمت بأمور تحبب المشاهدين بهذه الشخصية، ويجب البحث عن مسألة ذات طابع طريف ليحبها الناس ويتخلصوا من عوامل الشر، ومثل «مأمون بك» وهو الخائن في مسلسل «باب الحارة».
عن المواهب في «المعهد العالي للفنون المسرحية» قال: كل انسان موهوب وخصوصا المجالات التي لها علاقة بالتمثيل وشرط ان توضع الموهبة ضمن اطار التدريب والاحترام.
ويفضل قزق مصطلح «الممثل» على مصطلح «النجم» فبرأيه ان الممثلين أدمغة وهم عجينة ذكية جدا، والاختلاف بين الجيل الجديد والجيل القديم هو الكتاب بين أيدينا وكنت أطالع كتب العمارة أيضا والثقافة العامة هي ثقافة مهمة.
لا يحب قزق الأجزاء والمواسم في المسلسلات، وقال: كل مسلسل كان ممكن ان ينضغط في ساعتين في السينما وهذا جزء من سرّ بعض المخرجين ان يخوضوا تجربة السينما وكان يمكن لها ان تكون فعّالة ولكنها في الوطن العربي اليوم تعتمد على لـ«كركرة الناس» ويقول: «كل ما كركرتو أكثر كل ما جبنا مصاري أكثر».
واكد قائلاً: كل ما أعمل به هو عن قناعة وأعمل اليوم مع طلابي محمد الأحمد وجمال سلوم، حيث اتعامل مع طلابي في التصوير كأصدقاء وكزملاء وهم يستشيرونني في التمثيل وأنا أعتزّ بهم وفخور بهم وأروّج لهم وأعرض أسماءهم خصوصا من الطلبة الذين علّمتهم في المعهد، وذات يوم قرّرت مقاصصة طلابي فقلت لهم ان يدبكوا على اليسار ولم يستطيعوا القيام بذلك، لانه لا يمكن القيام بالدبكة الا على اليمين لانها عكس حركة الأرض. ويجب ان تكون «الكميستري» موجودة بين الممثلين وبعكس ذلك يسقط المشهد، ويمكن لكل إنسان على مستوى التلفزيون ان يكون نجما.
وعن شخصية «إدريس» في مسلسل «الزند» قال: كان هناك صعوبة في التمثيل في الأمكنة التي مثلنا بها مع البرد الشديد حيث كانت درجة الحرارة -5 وقد أحب الناس مشهد «معركة النهر» وكان الشباب توّاقين في العمل ومضى المشهد بحب شديد وكانت الصعوبة انني كنت بعين واحدة.
وكشف قزق للبرنامج عن «خطأ» في مسلسل الزند معتبراً انه كان يجب عليه ان يعمل أكثر في المشهد الأخير أثناء قلع العين الثانية وكان ممكن أن يكون أفضل وأرقى.
ونوّهت الاعلامية جومانا الى انه في شهر رمضان الماضي تصدر قزق أكثر من عمل مثل للموت 3 والزند ومربى العز.
واوضح قزق ان والده كان في الجيش العربي السوري وليس في جيش أميركي، وهو كان يدافع عن المنطقة، والسوري حضاري والحضارة السورية هي حضارة عريقة جدا، وكان والدي شخصا حنونًا ولطيفا وهادئا وودودا الى أبعد الحدود، ووالدتي علمتها الحياة الكثير واستطاعت ان تربي عائلة من 9 أولاد.
وتسأله الاعلامية جومانا عن عائلته وزوجته راما وابنه نور لتظهر منه الجانب العاطفي والإنساني حيث قال ان زوجته تتميّز بذكائها ويعترف بأنها أذكى منه وهو ممكن أن يكون متهورا أحيانًا وانفعالي.
ويصوّب قزق أهدافه نحو الإدارة وما يدار ستكون نتائجه للناس، والبلدان المتطورة تطوّرت من خلال الإدارة التي تبحث عن كل جديد والإنسان الخلّاق.
عن المسرحي جورج خباز قال: أتمنى أن أرى عمله مباشرة على المسرح.
في الختام وجّهت له الاعلامية بوعيد سؤالا عن النتيجة اللقاء فقال:
النتيجة ليست ربح أو خسارة انما المسألة هي قناعة والقناعة ليست نهائية ويفترض ان اعمل (updating) وأرجو ان تكون المقابلة مفيدة للناس.