نشط في الأسبوعين الأخيرين الحراك الرئاسي عبر أفكار ومبادرات بدأت مع الحزب “التقدمي الاشتراكي”، واليوم مع “التيار الوطني الحر”، وقد سبقتهما مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” التي ما زالت مستمرة كما يؤكد أصحابها.
نواب “اللقاء الديمقراطي” دخلوا معراب من بابها العريض، وهو أمر طبيعي، لكن الاستعصاء دخول “التيار العوني” مقرّ رئيس “القوات اللبنانية” بعد هوّة عدم الثقة التي تتسّع بين الفريقين.
فبالنسبة للقوات، أما وقد التقى النائب جبران باسيل بالمعارضة، فلا لزوم لأي لقاءات ثنائية بينه وبين رئيس “القوات”، أو بينه وبين النائب فؤاد مخزومي أو بينه وبين اللواء أشرف ريفي وغيرهم، فالرسالة وصلت من نواب قوى المعارضة مجتمعة.
أما في ما يخص الحراك الرئاسي المستجد للتيار الوطني الحرّ، فهو يندرج ضمن محاولات يقوم بها النائب باسيل في إطار التسويق لأفكار الرئيس نبيه بري والترويج لفكرة ترؤسه الحوار.
وتؤكد “القوات” أن هذه المسألة غير قابلة للنقاش، إذ لا يوجد في الدستور ما يُسمى “طاولة حوار رئاسية”.
وذكّرت بأن الرئيس بري أعلن ومعه النائب محمد رعد أن الانتخابات الرئاسية هي من اختصاص رئاسة المجلس وهذا عرف دستوري، وطاولة حوار برئاسة الرئيس بري تشكل الممر الإلزامي لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا الأمر مرفوض، فالانتخابات الرئاسية، قد تحصل بتشاورات، تحت الأضواء أو بعيدة من الأضواء، ثنائية، ثلاثية، لكن، ليس عبر ما يُسمى “طاولة حوار رئاسية”، فهذا النص ليس موجوداً في الدستور وهذا العمل يشكل انقلاباً على الدستور ومحاولة لتكريس والترويج لعرف غير مقبول ومرفوض كلياً.
وجددت القوات التأكيد على أن طريق الانتخابات الرئاسية واضحة المعالم، فإمّا تتم عبر جلسة بدورات متتالية ويفوز من ينتزع أكثرية الأصوات، أو من خلال إنضاج التوافق على اسم معيّن. إلا أن فريق الممانعة يريد حواراً غير دستوري ويرفض المنازلة الديمقراطية، ويرفض سلة الأسماء، كما يرفض التشاور بين الكتل أو بين ممثليهم من أجل الوصول إلى الخيار الثالث ويتمسك بمرشحه، وهو أمر غير مفهوم، من هنا، الواضح أن هذا الفريق يريد شراء الوقت بانتظار انتهاء الحرب في غزة ليتمكن من مقايضة الرئاسة بملفات أخرى.
من هنا، توجهت القوات إلى الفريق الآخر بالقول: “أما وقد تعذر عليه إيصال مرشحه، فليتراجع عن ترشيح مرشحه وليذهب إلى التوافق على سّلة أسماء”.
ورأت أن كل الأفكار التي تُطرح حالياً مضيعة للوقت ولا علاقة لها بالدستور، وهذا تم إبلاغه للنائب جبران باسيل في اجتماعه مع نواب المعارضة في الصيفي التي تريد انتخابات رئاسية أمس قبل اليوم ولكن، خارطة انتخاب الرئيس إما تكون عبر جلسة بدورات متتالية وإما عن طريق التوافق على اسم أو سلة أسماء يُصار الى انتخاب أحدها في المجلس، لكن لن نقبل بتكريس عرف جديد لما يسمى بـ”طاولة حوار رئاسية”.
وعن وجود مشاورات بين القوات وأمل عبر النائبين ملحم الرياشي وعلي حسن خليل، وما اذا وصلت الى أي حلول مشتركة، أكدت “القوات” لـ”النهار” ألا مشاورات تحمل طابع الخصوصية بينها وبين حركة أمل بشأن الملف الرئاسي، إنما لقاءات طبيعية تحصل عادة بين نواب “القوات” ونواب “الحركة”، كما تحصل مع نواب آخرين، والنائب ملحم الرياشي يلتقي بالنائب علي حسن خليل مثلما يلتقي بأي نائب آخر في البرلمان، وهذا ينسحب أيضاً على نواب آخرين من تكتل “الجمهورية القوية”.