ارتفعت وتيرة التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل بعد ظهر اليوم تزامناً مع زيارة موفد الرئيس الأميركي الى الشرق الاوسط آموس هوكشتاين.
وفيما استؤنفت العمليات من الجنوب اللبناني بعد استراحة دامت نحو يومين، نشر “حزب الله” مقطع فيديو من تسع دقائق، يظهر فيه مشاهد استطلاع من الداخل الإسرائيلي، وبالتحديد منطقة حيفا، ومواقع عسكرية وصناعية مهمة واستراتيجية. ويحمل الفيديو رسائل واضحة إلى إسرائيل، مفادها أن “حزب الله” قادر على استهداف العمق الإسرائيلي.
وكثفت اسرائيل غاراتها على القرى الجنوبية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ سلسلة ضربات دقيقة استهدفت مجموعة تابعة للوحدة الجوية في “حزب الله”.
وتعليقاً على فيديو “حزب الله”، حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيليّة من أنّ تل أبيب، تقترب من اتخاذ قرار “بتغيير قواعد اللعبة” مع الحزب.
وقال وزير الخارجيّة الإسرائيليّة، يسرائيل كاتس، في بيان صدر عنه، مساء اليوم: “يتفاخر (أمين عام حزب الله، حسن) نصر الله اليوم، بأنه صوّر موانئ حيفا التي تديرها شركات عالمية ضخمة من الصين والهند، ويهدّد بتدميرها”.
وأضاف: “نحن نقترب جداً من لحظة اتخاذ القرار بشأن تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان”.
وهدّد وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، من انّه: “في حرب شاملة، سيتمّ تدمير حزب الله، وسيتعرض لبنان لضربة قاصمة”.
وذكر أن “إسرائيل ستدفع أثماناً ولكن مع وجود دولة قويّة وموحّدة، وبكامل قوّة الجيش الإسرائيلّي، سنعيد الأمن إلى سكّان الشمال”، الذين تمّ إخلاؤهم منذ أشهر بسبب المواجهات مع حزب الله.
وفي الوقت عينه أعلن لجيش الإسرائيلي: قائد القيادة الشمالية يصدق على خطة عملياتية لهجوم على لبنان
واشار الى أن الخطة العملياتية تتضمن آليات اتخاذ وتنفيذ القرارات لتسريع جاهزية القوات في الميدان
وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، عدم اعتقاده أن إسرائيل و”حزب الله” ولبنان وإيران يريدون توسيع نطاق الصراع”.
وقال في مؤتمر صحافي: “سنعمل ديبلوماسياً لإيجاد حلّ للحدود اللبنانيّة – الإسرائيلية، حتى يتمكن الناس من كلا الجانبين من العيش في بيوتهم بشكل طبيعيّ”.
وشدّد على أنّ “وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل لوقف هجمات حزب الله على إسرائيل”.
أما هوكشتاين الذي التقى خلال زيارته لبنان قائد الجيش جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد المخابرات طوني قهوجي، فقال إن واشنطن تسعى إلى تجنب اندلاع “حرب أكبر” بعد تصاعد إطلاق النار عبر الحدود بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي على مدى الأسابيع الماضية.
ووصف الوضع على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل بأنه “خطير”، وقال إن هذا هو السبب الذي دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إرساله إلى لبنان.
وبعد لقائه بري صرح هوكشتاين من عين التينة مؤكداً أن المنطقة تمر بأوقات صعبة: “نمر بأوقات صعبة ونريد حلولاً حاسمة للوضع على الحدود. مقترح بايدن للتهدئة قبله الوسطاء وإسرائيل ويجب على حماس قبوله. كما أن التهدئة على الحدود ستسمح بعودة السكان لجنوب لبنان وشمال إسرائيل”.
وأضاف: “النزاع حول جانبي الخط الأزرق استمرّ وقتًا طويلاً ومن مصلحة الجميع وقف النزاع والوضع دقيق جدا في لبنان”.
وكشفت مصادر عين التينة لـ”النهار” ان هوكشتاين لم يحمل تهديداً اسرائيلياً كما ذكر انما تحدث عن ضرورة خفض التصعيد لئلا تذهب الامور الى ما هو أسوأ”.
ومن ثم انتقل الموفد الأميركي إلى دارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال بعد اللقاء: “نعمل سوياً للوصول إلى سبل للحد من التصعيد”.
في حين علق ميقاتي لدى سؤال الصحافيين عن أجواء اللقاء: “إن شاء الله خير”.
وأكد هوكشتاين في تصريحاته من بيروت التي زارها لمرات عدة منذ بدء التصعيد أن من شأن “وقف لإطلاق النار في غزة أو التوصل الى حل ديبلوماسي بديل أن يؤدي أيضاً الى انهاء النزاع” بين حزب الله وإسرائيل، وأن “يوفر الظروف الملائمة” لعودة النازحين من جنوب لبنان وشمال إسرائيل الى منازلهم.
وافادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن “الموفد الاميركي آموس هوكشتين يعود إلى إسرائيل بعد محادثات في لبنان ويعقد لقاءً مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو”.