أصبحت الخدمة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليديّ للتنبؤ بالشكل الذي سيبدو عليه وجه الطفل الذي لم يولد بعد، شائعة بين الآباء في الصين. تمّ الإعلان عن الخدمة من خلال منصّات التجارة الإلكترونية، حيث يدّعي مروّجو الخدمة بأنّها تتيح “التنبّؤ بوجه الطفل المستقبليّ من خلال صورته بالموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد”، وقد لاقت الخدمة انتشاراً واسعاً .
في ما دفع عشرات الآلاف من العملاء مقابل الخدمة، التي تكلّف نحو 10 يوانات (1.4 دولار أميركيّ) إلى 30 يوانًا على أكبر منصّة للتجارة الإلكترونية في الصين، تاوباو، المملوكة لشركة “علي بابا”.
يزعم مُقدّمو الخدمة أنّ في إمكانهم استخدام الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ لإنشاء صورة لوجه طفل حديث الولادة من صورة واحدة أو أكثر بالموجات فوق الصوتية.
يُعرف أيضًا باسم فحص الشذوذ أو التشريح، وعادةً ما يتمّ إجراء الموجات فوق الصوتية بين الأسبوعين 18 و22 من الحمل للتحقّق من صحّة الطفل، ومن الممكن أحيانًا تحديد جنسه أيضًا، كما يستخدم بعض الآباء أيضًا الفحص كفرصة لمعرفة شكل طفلهم.
وقال أحد متاجر تاوباو إنّه يستخدم برنامج الذكاء الاصطناعيّ التوليدي المسمّى Midjourney لهذه العملية، بعد إدخال صور الموجات فوق الصوتية المقدّمة من العملاء وبعض المطالبات النصّية، يقوم Midjourney بإنشاء أربع صور للاختيار من بينها.
ومع ذلك، فإنّ تشابه ووضوح الوجوه التي يولّدها برنامج الذكاء الاصطناعيّ لا يمكن الاعتماد عليه. النتائج التي تمّ إنشاؤها عشوائية، وتتغيّر وفقًا للمطالبات النصية المختلفة.
لا يمكن لمقدّمي الخدمة ضمان دقّة نتائجهم، ويزعمون أنّ الوجوه ستتشابه بنسبة “80 إلى 90 في المئة” مع وجوه الموجات فوق الصوتية، حتّى أنّ بعض المتاجر تقدّم إمكانية التنبّؤ بوجوه الأطفال حتى سنّ الخامسة.
يقول النقاد إنّ الفكرة معيبة، وأنّ الفحص بالموجات فوق الصوتية ليس تمثيلاً دقيقًا لكيفية ظهور وجه الطفل بعد الولادة لأنّه عبارة عن صورة مركّبة من لقطات متعدّدة التقطتها كاميرات عدّة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الوجه غير واضح إذا كان الطفل يتحرّك عند التقاط الصورة.
غالبًا ما ينظر الآباء إلى الخدمة على أنّها ترفيه، أو حتّى تعويذة للحظّ، وليست عملية علمية جادّة.