أعرب رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل عن اعتقاده بألّا أحد يريد التصعيد لا حزب الله ولا إسرائيل مع العلم أن الجميع يلعب بالنار واي خطأ قد يؤدي الى حرب مفتوحة، وجزم في مقابلة خاصة عبر “المشهد” بأننا لا نريد حربًا أهلية ورد العنف بالعنف، بل أن يعي المجتمع الدولي مسؤولياته ويضغط الجميع معنا لوضع حد لتمويل حزب الله ودعم سلاحه وممارساته التي تأخذ لبنان رهينة، مؤكدًا أن مفتاح الحل في إيران ويجب الضغط عليها لتكفّ عن زعزعة استقرار لبنان وتمويل ميليشيا خارجة عن الشرعية اللبنانية.
وأوضح ان حزب الله نفسه أعلن في 8 اكتوبر انه فتح جبهة مساندة لغزة في جنوب لبنان وهو من استدرج كل هذه المعارك، وهو يعتبر ان بمقدوره ضبط ايقاعها، ولكن في الحقيقة لا يمكن لأحد ان يسيطر على هذا التصعيد واي خطأ يمكن ان يؤدي الى حرب شاملة، لافتا الى أن الضرر حاصل في لبنان وان هناك المئات من القتلى وآلاف الوحدات السكنية المدمرة والاقتصاد والسياحة يتأثران بسبب هذه الجبهة التي فُتحت من دون استئذان اللبنانيين ومجلس النواب، وبالتالي نحن نحمّل حزب الله مسؤولية ما يحصل الآن وما يمكن ان يحصل في حال التصعيد”.
وردًا على سؤال حول القدرة على نشر الجيش اللبناني في الجنوب، قال الجميّل: “في كل دول العالم الجيش الوطني هو الذي ينتشر على الحدود ويدافع عن البلاد ويمسك بزمام الامور على الارض وهذا ما يجب ان يقوم به الجيش اللبناني وهذا ما يقوله الدستور والقرارات الدولية ولاسيما 1701 و1559.
وعن الاجراءات المطلوبة لتحقيق هذا الانتشار، أكد ان الجيش اللبناني قادر ولكن القرار السياسي بيد حزب الله وهو من يمسك بقرار الحكومة اللبنانية التي لم تتخذ قرار الانتشار لان حزب الله لن يوافق على ذلك وهو مُصرّ على أخذ لبنان رهينة ولا يريد تسليم الدولة اللبنانية اي جزء من القرار السيادي اللبناني، فلبنان مخطوف والشعب اللبناني رهينة بيد حزب الله ونحن جميعًا ندفع ثمن سياسة حزب الله وإيران في المنطقة.
وعن تنفيذ القرارات الدولية، قال: “مفتاح الحل في إيران ويجب الضغط على الجمهورية الاسلامية من قبل المجتمع الدولي لتكفّ عن زعزعة استقرار لبنان وتمويل ميليشيا مسلّحة خارجة عن الشرعية اللبنانية، والكف عن استخدام لبنان منصة لتسويق إيران كالدولة الوحيدة التي تقاوم اسرائيل فهي يمكنها القيام بذلك من إيران بعناصرها وجيشها وليس عبر تدمير لبنان، وتعريض الشعب اللبناني للأذى كما يحصل اليوم”.
وتابع: “نحن اليوم في حالة مقاومة لحالة التعطيل التي يقوم بها حزب الله في لبنان من خلال منع الانتخابات الرئاسية وخطف القرار السيادي ومنع الحكومة من القيام بواجبها السيادي والوطني تجاه اللبنانيين عبر المجلس النيابي والاعلام وعلى المجتمع الدولي ان يعي مسؤولياته تجاه لبنان وان يضغط على ايران من اجل رفع الضغط على لبنان والسماح للشعب اللبناني ان يعيش الحياة الكريمة ويستعيد عافيته الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية ليعود منارة الشرق الاوسط، لافتاً الى اننا لا نريد حربا اهلية ورد العنف بالعنف، انما نريد ان يضغط الجميع معنا لوضع حد لحزب الله وممارساته وسلاحه ووقف تمويل هذا السلاح والميليشيا التي تأخذ لبنان رهينة”.
وعن الملف الرئاسي وحراك المعارضة لحل أزمة الشغور، قال الجميّل: “نحن نحاول ان نقوم بواجباتنا في هذا الموضوع وكمعارضة علينا ان ندفع بالاتجاه الذي يجب ان يكون، ولكننا نعلم ان حزب الله لا يريد رئيسا اليوم لأنه لا يريد في ظل هذه المعركة الكبيرة التي يخوضها ان يكون هناك محاور آخر غيره، فإذا كان هناك رئيس سيكون هو المحاور الوحيد وحزب الله لا يريد ان يشاركه أحد في هذا التفاوض الذي سيقوم به لمصلحته ومصلحة إيران.
وعن ترشيح فرنجية، قال: “من حق الجميع الترشح، ولكن ما نرفضه هو منطق الفرض الذي اعتمده حزب الله بما يتعلق بترشيح فرنجية، فعندما يعطل الحزب اي جلسة لا يفوز بها فرنجية فهذا فرض، نحن نعترض على سياسة فرنجية لا على شخصه، وعلى اسلوب حزب الله لمحاولة ايصال فرنجية المعتمد على التعطيل الدائم لكل المسار الديمقراطي ورفض الحديث عن اي مرشح آخر ونحن نرفض هذا المنطق”.
وعن سبب عدم توافق القوى المسيحية على مرشح واحد او طرح مبادرة للخروج من الفراغ، أشار الجميّل الى ان المسيحيين اتفقوا على الوزير السابق جهاد أزعور، الذي نال إجماعًا مسيحيًا خارج فرنجية وصوّت له أكثر من 85% من النواب المسيحيين، وحصد 60 صوتًا من اصل الـ 65 المطلوبين لنيل الاكثرية في المجلس النيابي، ما يعني انه نال أكثر من 45% من الاصوات في المجلس النيابي، في حين ان مرشح حزب الله اي فرنجية نال 51 صوتًا بالتالي تفوّق مرشحنا على مرشحهم بـ 10 اصوات، لكن حزب الله لا يزال يقول إن فرنجية هو المرشح الوحيد اليوم في حين أن هناك مرشحًا آخر حصل على معظم اصوات النواب المسيحيين في المجلس.”