وثقّت مقاطع فيديو اللحظات الأخيرة من حياة أميركية قتلها شرطي في منزلها بولاية إلينوي، في حادثة أثارت غضباً في الولايات المتحدة الأميركية.
ونشر مكتب المدّعي العام لمقاطعة سانغامون التصرّفات الأخيرة للشرطي، شون غرايسون، وماسي، وهي أميركية من أصول أفريقية، كانت تقدّمت ببلاغ لخدمة الطوارئ بشأن احتمال وجود لصّ في منزلها.
وفي اللقطات المصوّرة، يمكن رؤية غرايسون وزميله يطرقان باب السيدة عدّة مرات حتى فتحت أخيراً، وتُسمع ماسي وهي تقول لغرايسون من أمام منزلها: “من فضلك لا تؤذِني”، فيردّ: “لماذا أؤذيك؟ لقد اتّصلت بنا”.
وعاء من الماء المغلي
وأخبر الشرطيان ماسي بأنهما فحصا المنطقة المحيطة بمنزلها ولم يعثرا على أيّ شخص، ثم سألا عمّا إذا كانت بحاجة إلى مساعدة. وسألها الشرطي المتهم عمّا إذا كانت في حالة جيّدة ذهنيّاً، فأجابت بـ”نعم”.
بعد ذلك، تظهر ماسي وهي تتوجّه إلى داخل المنزل لإطفاء وعاء من الماء المغلي، وترفع الوعاء من الموقد. وعند تراجع أحدهما إلى الخلف، تسأله ماسي لماذا؟ فيجيبها ضاحكاً “بعيداً عن مياهك الساخنة المغلية”.
ثم تتطوّر الأمور عندما قالت ماسي: “أنا أوبّخك باسم يسوع”. فيستغرب الشرطي، فتكرّر ماسي العبارة مرّة أخرى، ويقول غرايسون: “من الأفضل ألا تفعلي ذلك، وإلا أقسم أنني سأطلق النار على وجهك”.
ثمّ سحب سلاحه الناري ووجّهه نحوها، فانحنت وهي تقول: “أنا آسفة”، أثناء رفعها الوعاء، لكنه يقول لها مرتين “ضعي الوعاء”، قبل أن يطلق عليها الرصاص. وفي تلك اللحظة سقطت الفتاة على الأرض.
بعدها، يقول أحدهما إنّهما خشيا “تلقّي مياه مغليّة لعينة على الوجه”.
القتل العمد
إلى ذلك، وجّه نائب مقاطعة سانغامون إلى الشرطي اتهامات تتعلّق بإطلاق النار على وجه ماسي، بعد أن تمّ إرساله، هو وشرطي آخر، إلى منزلها قبل الساعة الواحدة صباحاً بقليل.
وأفاد جون ميلهيزر، المدعي العام لمقاطعة سانغامون، بتوجيه تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى، وبالاعتداء المشدّد بسلاح ناري، وبسوء السلوك الرسمي.
ودفع الشرطي ببراءته أمام المحكمة، الأسبوع الماضي، إلا أن المحكمة رفضت طلب محاميه الإفراج عنه بكفالة.
بايدن يعلّق
من جانبه، علّق الرئيس الأميركي جو بايدن على الحادثة، فقال إن “وفاة سونيا على يد ضابط شرطة تذكّرنا بأن الأميركيين السود في كثير من الأحيان يواجهون مخاوف بشأن سلامتهم بطرق لا يواجهها كثيرون منّا”.
ووصف محامي الحقوق المدنية البارز بن كرامب، الذي يمثل عائلة ماسي، الفيديو بأنه “أحد أسوأ مقاطع الفيديو لإطلاق النار من قبل الشرطة على الإطلاق”.
وأكّد كرامب أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستتحدّث إلى عائلة الضحية.
وتمّ فصل الضابط الأبيض شون غرايسون من العمل، ووجهت إليه تهمة القتل.
وتشهد الولايات المتحدة بين الحين والآخر حوادث عنف، ترتكبها الشرطة الأميركية بحقّ مواطنين من أصول أفريقية، قد يكون أشهرها قضية مقتل جورج فلويد في أيار 2020، مما أطلق تظاهرات لحركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود تهمّ) ضدّ العنصرية، وعنف الشرطة، وصل مداها إلى عدد من الدول الغربيّة حينها.