قُتِل 13 شخصاً، بينهم 11 مدنياً على الأقل جراء اشتباكات بين مجموعات محلية موالية لإيران وقوات سوريا الديموقراطية في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وبدأت الاشتباكات وفق المرصد الأربعاء، اثر شن المجموعات المحلية الموالية لطهران هجمات على بلدات تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة من الولايات المتحدة.
وأفاد المرصد عن مقتل “11 مدنياً” بينهم “ستة أطفال”، نتيجة “قصف مكثف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من مناطق تمركز” مقاتلين سوريين موالين لإيران في الضفة الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، طال “منازل المدنيين في قرية الدحلة”، بعد منتصف الليل.
وأوردت قوات سوريا الديموقراطية من جهتها حصيلة قتلى مماثلة، بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر و12 عاماً.
وأشارت في بيان إلى أن “قوات النظام بدأت بقصف” المنطقة عند الساعة الثانية والنصف (11,30 ت غ) بعد منتصف الليل، “بالصواريخ انطلاقاً من قواعدها” في قرية البوليل على الضفة الغربية لنهر الفرات، حيث “سقطت جميع الصواريخ والقذائف على منازل المدنيين”.
في المقابل، قتل عنصران من المجموعات المحلية المدعومة من إيران وأصيب ثلاثة بجروح، وفق المرصد، “بقصف مدفعي نفذته قوات سوريا الديمقراطية استهدف قرية البوليل”.
وتمكّن الأربعاء مقاتلون موالون لطهران من العبور إلى الضفة الأخرى من الفرات، مقتربين من حقل العمر النفطي حيث تنتشر قوات أميركية، وفق المرصد.
لكنهم تراجعوا بعد اشتباكات مع قوات سوريا الديموقراطية، قتل فيها سبعة أشخاص، هم مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية، وثلاثة من المسلحين المدعومين من إيران، وثلاثة مدنيين، بحسب المرصد.
وتندلع اشتباكات مماثلة في هذه المنطقة بين الحين والآخر، آخرها في أيلول 2023.
ويقطع نهر الفرات محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، ذات الغالبية العربية وحيث توجد عشرات العشائر العربية. وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية على الضفة الشرقية للفرات، بينما تتمركز قوات النظام السوري التي تساندها فصائل موالية لطهران على الضفة الغربية.
وتشكل المنطقة الممتدة من مدينة البوكمال عند الحدود العراقية حتى مدينة الميادين مركز ثقل إيراني. وتضم مدينة دير الزور مقرات إيرانية لمستشارين عسكريين ومؤسسات ومركز ثقافي، وفق المرصد.
وتتولّى الإدارة الذاتية الكردية وجناحها العسكري قوات سوريا الديموقراطية، إدارة المناطق التي تسيطر عليها في شمال وشمال شرق سوريا، عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية.
وشكّلت قوات سوريا الديموقراطية رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلنت دحره جغرافيا من آخر مناطق سيطرته عام 2019. ولا تزال خلايا من التنظيم المتطرف تنشط في البادية السورية المترامية الأطراف، منفذة هجمات ضد قوات النظام والقوات الكردية.