انطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس”، في الدوحة اليوم، في مسعىً للتوصل لوقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وتُعقَد الجولة الجديدة من المحادثات بحضور رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي ونظيرَيه من الولايات المتحدة ومصر ورئيس الوزراء القطري.
من جهتها، أعلنت “القناة 12 الإسرائيلية” أنّ “مفاوضات الدوحة ستستمرّ يومين، والهدف منها سدّ الفجوات لمحاولة التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار”.
إلى ذلك، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مقابلة مع “سي أن أن”، إنّ “واشنطن تحضّ كل الأطراف على الجلوس إلى طاولة مفاوضات غزة”.
وأضاف أنّه “على حماس وإسرائيل تقديم تنازلات للوصول إلى اتفاق”، مشيراً إلى أنّ “الفجوات بين إسرائيل وحماس تتعلّق بإجراءات تنفيذ الاتفاق ويمكن تضييقها”.
وفي وقت سابق، تلقى الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس إحاطة من فريق الأمن القومي بشأن التطورات في الشرق الأوسط.
وتُعقَد المحادثات، التي تهدف إلى إنهاء عشرة شهور من القتال في قطاع غزة وإعادة 115 من الرهائن الإسرائيليين والأجانب، في الوقت الذي بدت فيه إيران على وشك الرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران يوم 31 تموز الماضي.
ومع إرسال سفن حربية وغواصات وطائرات حربية أمريكية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل وردع أي هجوم محتمل، تأمل واشنطن أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى نزع فتيل خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
ولم يشارك مسؤولو “حماس”، الذين اتّهموا إسرائيل بالمماطلة، في محادثات اليوم الخميس. لكنّ مسؤولاً مطّلعاً على المحادثات قال لـ”رويترز” إنّ الوسطاء يعتزمون التشاور مع فريق التفاوض التابع لحماس في الدوحة بعد الاجتماع.
وقال مسؤولون دفاعيون، أمس الأربعاء، إنّ الوفد الإسرائيلي يضم رئيس المخابرات دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومنسق ملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
ويُمثّل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك واشنطن في المحادثات التي دعا إليها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما يشارك عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية في محادثات الدوحة.
وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سمح بقدر كبير من التصرف في التعامل مع بعض نقاط الخلاف الجوهرية.
وتتضمّن نقاط الخلاف وجود القوات الإسرائيلية في قطاع غزة والترتيب الزمني لإطلاق سراح الرهائن والقيود المفروضة على الوصول إلى شمال قطاع غزة.
وفي الفترة التي سبقت محادثات اليوم، أبلغت حماس، التي ترفض أي تدخّل أميركي أو إسرائيلي في سيناريوهات “اليوم التالي” للحرب في غزة، الوسطاء أنه إذا قدّمت إسرائيل “مقترحاً جادّاً” يتماشى مع مقترحات الحركة السابقة، فإنّها ستواصل المشاركة في المفاوضات.
وقال القيادي الكبير في “حماس” سامي أبو زهري لـ”رويترز”، اليوم، إنّ الحركة ملتزمة بعملية التفاوض، وحضّ الوسطاء على ضمان التزام إسرائيل بالمقترح الذي وافقت عليه حماس في أوائل تموز، والذي قال إنّه سينهي الحرب ويتضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
ومع وصول المفاوضين إلى قطر، استمر القتال في غزة، حيث قصفت القوات الإسرائيلية أهدافاً في مدينتي رفح وخان يونس في الجنوب.
والحرب المدمرة في قطاع غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي وزارة الصحة في غزة، ودفعت كل سكان القطاع البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة تقريباً إلى النزوح.