تقدّم “حزب الله” بـ”أسمى آيات التبريك وأحرّ مشاعر العزاء من عوائل الشهداء الكرام الذين قضوا يوم أمس الثلاثاء سواءً في الجبهة الجنوبية في بليدا ومجدل سلم أو الشهداء الذين قضوا في العدوان الغادر والواسع من خلال تفجير وسائل الاتصال “البايجر” كما تسأل الله تعالى أن يمنّ على الجرحى الأعزاء بالشفاء العاجل”.
وأكّد أنّ “المقاومة الإسلامية في لبنان ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية، عملياتها المباركة لإسناد غزة وأهلها ومقاومتها وللدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته، هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدوّ المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ومجاهدينا في لبنان، فهذا حساب آخر وآتٍ إن شاء الله”.
وختم “إنّ ما حصل أمس سيزيدنا عزمًا وإصرارًا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة ونحن على يقين مطلق بوعد الله تعالى للمؤمنين المجاهدين الصابرين بالنصر إن شاء الله”.
ونعى حزب الله تباعاً ثُلّة من عناصره قضوا اليوم في الهجوم الإسرائيلي الكبير على لبنان، والذي أدّى إلى انفجار مئات أجهزة الاتصال “بايجر” في أيدي عناصره في مختلف المناطق اللبنانية.
والعناصر هم:
- نجيب عبد الحسين علاء الدين “علي مظلوم” مواليد عام 1991 من بلدة مجدل سلم
- حسن محمد ياسين “يامن” مواليد عام 1986 من بلدة مجدل سلم
- حسين أحمد منتش “صلاح” مواليد عام 1994 من بلدة كفرصير
- محمد زكريا عباس “حيدرة” مواليد عام 1986 من بلدة الجيّة في جبل لبنان
- عباس بلال منعم “ميرزا مهدي” مواليد عام 1996 من بلدة سحمر في البقاع الغربي
- محمد مهدي علي عمار “ذو الفقار” مواليد عام 1985 من بلدة برج البراجنة، وهو نجل عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” علي عمار.
وبعدما هزت انفجارات متتالية ومتزامنة لأجهزة اتصالات لاسلكية محمولة يستخدمها عناصر من حزب الله عدة مناطق في لبنان مخلفة قتلى وجرحى، تكشفت تفاصيل جديدة عن الأجهزة المعروفة باسم “بيجر”.
فقد كشف مسؤولون أميركيون، أن أجهزة الاتصال “البيجر” طلبها حزب الله من تايوان وتم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، وفق ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”.
كما أوضحوا أن المواد المتفجرة في أجهزة حزب الله تزن حوالي أونصة إلى اثنتين
وبينوا تفاصيل ما حدث بالقول إن الهجوم باستخدام اجهزة “البيجر” بدأ الساعة 3:30 عصرًا بتوقيت لبنان حيث ارسلت الأجهزة رسالة في البداية لتبدو وكأنها قادمة من قيادات حزب الله وبدأت تلك الرسالة بتفعيل الشحنة المتفجرة.
كذلك قالوا إنه تم اخفاء الشحنات المتفجرة التي لم يتجاوز وزنها اونصة واحدة الى اثنتين بجوار البطارية في كل جهاز، مع مفاتيح يمكن تفعيلها من اجل التفجير عن بعد.
وقال المسؤولون للصحيفة الأميركية إن اسرائيل اخفت المواد المتفجرة داخل دفعة جديدة من اجهزة “البيجر” المصنوعة في تايوان تم استيرادها الى لبنان.
كما قالوا إن عدد الاجهزة التي اشتراها حزب الله من شركة “غولد أبولو” التايوانية يبلغ ثلاثة آلاف جهاز بهدف توزيعها على انصاره.
شحنة جديدة
وكان أشخاص مطلعون أفادوا بأن أجهزة النداء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة،. وأوضح مسؤول في حزب الله أن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن البرامج الضارة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها.
كما أضاف المسؤول أن بعض الأشخاص شعروا بسخونة أجهزة “البيجر” الخاصة بهم وتخلصوا منها قبل انفجارها، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
بدورها كشفت مصادر أمنية مطلعة أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هذه هي أحدث طراز يجلبه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية، وفق ما نقلت رويترز.
يذكر أن مصادر لبنانية مطلعة كانت أكدت منذ حزيران أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عددا من قيادييه مؤخرا.
فيما يعد هذا الاختراق التطور الأبرز ضمن مجمل خطوات التصعيد التي شهدتها الساحة اللبنانية منذ بدء الحرب الإٍسرائيلية على قطاع غزة المحاصر قبل عام تقريباً.
كما صرّح هسو تشينج كوانج، مؤسس شركة غولد أبولو التايوانية، للصحفيين اليوم الأربعاء، بأن أجهزة المناداة (البيجر) التي انفجرت في لبنان يوم الثلاثاء ليست من تصنيع شركته.
وأسفرت الانفجارات عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين، عندما انفجرت الأجهزة التي يستخدمها عناصر جماعة حزب الله اللبنانية بشكل متزامن.
وأضاف هسو أن الأجهزة التي تعرضت للانفجار صُنعت من قبل شركة في أوروبا، تمتلك حق استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية.
وأضاف “المنتج ليس تابعا لنا. إنه فقط يحمل علامتنا التجارية”. ولم يكشف هسو عن اسم الشركة التي قال إنها صنّعت الأجهزة، واعتبر أن شركته أيضا ضحية للحادث.
وتابع بالقول: “نحن شركة مسؤولة. وهذا أمر محرج للغاية”.
توازيا، ذكر مسؤول أمني تايواني رفيع، اليوم أن “تايوان ليس لديها سجل بشحن أجهزة الاستدعاء “البيجر” لشركة “غولد أبولو” إلى لبنان”، وذلك في أعقاب الاستخدام الواضح لأجهزة الشركة في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف حزب الله. وأوضح المسؤول الأمني لشبكة “CNN”، أن “شركة غولد أبولو قامت بشحن حوالي 260 ألف جهاز استدعاء من تايوان، معظمها إلى الولايات المتحدة وأستراليا”.
وأضاف، أنه “لا يوجد سجل عن شحن الأجهزة إلى لبنان أو الشرق الأوسط”. ويبدو أن صورًا متعددة من لبنان على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أجهزة استدعاء غولد أبولو تالفة مع تزايد التكهنات حول كيفية استغلال أجهزة الاتصال اللاسلكية منخفضة التقنية في الهجوم الذي وقع، الثلاثاء وأدى إلى إستشهاد عدد من اللبنانيين وإصابة الآلاف.