قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي: أنهيت امس جولة تشاورية وضعنا لها معايير معيّنة مع الجهات التي نريد لقاءها، فشملت رئيسيْ المجلس والحكومة وقيادات سياسية والكتلّ النيابية الأساسية والمعنيّة، على ان يتمّ استكمالها ومتابعتها مع من يلزم، من قبلي او من قبل نواب التيار وخاصةً مع نواب المعارضة يلّي تمّ الاتفاق على اللقاء معهم من قبل نواب التيار المكلّفين بالاتصال والعلاقة معهم، والتشاور هو تحت عنوان: حماية لبنان والوحدة الوطنية.
وأضاف: حملت إلى من تشاورت معهم مجموعة أفكار، وليس مبادرة، رأيت من الضروري أن يجري حولها تفاهم وطني لأنّها تساهم بمساعدتنا على مواجهة الحرب الكبيرة الجارية، وتأمّن حماية لبنان ووحدته؛ واذ لمست ان هناك تفاهما عليها بنسبة عالية جداً، أقلّه من الجهات السبعة التي التقيتها وعلى أمل توسيع التفاهم ليشمل الأطراف التي لم نلتق بها بعد.
وتابع: ان التيّار الوطني الحرّ مستعّد للقيام بأي جهد مطلوب لتحقيق هذا التفاهم الوطني، وهو منفتح على اي مبادرة او حوار منتج ينهي الفراغ في المؤسسات ويعيد للدولة حضورَها وهيبتَها ودورَها، ويوفّر شروط الوحدة الوطنية كضامن اساسي في مواجهة الأحداث والأخطار من حولِنا. طبعاً هذا الشيء يعني استعدادنا لكسر اي حاجز والقيام بأي تحرّك او اتصال او جهد من شأنه ان يجمع اللبنانيين ويوحّدهم في مواجهة الحرب، ويحقّق نتائج عملية أكان بموقف موحّد ومحدّد من المواضيع المطروحة او بأي عمل موحّد او محدّد بموضوع الرئاسة والنزوح.
وقال: لمست مع من تشاورت ادراكا للمخاطر العالية التي تواجه بلادنا وحرص على البلد، كما لمست إرتياحاً وتشجيعاً للخطوة التي قمت بها، على الرغم من وجود إختلاف في المقاربات وفي وجهات النظر في ببعض المواضيع، الا أن الإتفاق بديهي على:
1 – حق الشعب الفلسطيني وحق لبنان بمقاومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي وحرص على امن لبنان واستقراره ورفض اي عمل عسكري خارج ما تقوم به المقاومة من دفاع عن النفس. وهنا اسجل التقدير لتضحيات المقاومة واتقدم بالعزاء من الحزب وعائلات الشهداء بخسارة اطيب الشباب.
2 – في موضوع النازحين السوريين، أبلغت بالتفصيل رئيس الحكومة أن اجهزة الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية بإمكانها أن تتخذ إجراءات محدّدة ذكرتها له، من شأنها الحدّ من تدفق المزيد من النازحين وضبط أوضاع الموجودين منهم ومنعهم من مخالفة القوانين ومعاقبة من يقوم بذلك. وكذلك تم الإتفاق مع الكتل على دعم البلديات في ضبط الأوضاع داخل نطاقها وسنحاول القيام بعمل مشترك لهذه الغاية.
3 – أمّا في موضوع إنتخاب رئيس للجمهورية، فإن الجميع يسلّم بضرورة إنجاز هذا الإستحقاق، وأبديت للجميع الإستعداد للبحث بانفتاح ومرونة في أسماء شخصيات جامعة ومؤهلة لتولي المنصب، ومع إحتفاظي بما سمعته من كل طرف، أؤكد أن الظروف مهيّأة لمقاربة رئاسية جديدة، ولن يكون سهلاً على أحد أن يتحمل مسؤولية إستمرار الفراغ الرئاسي الذي بات سبباً مباشراً لتفكك الدولة.
وحول الشغور في المؤسسة العسكرية قال: أمّا الكلام الذي تناوله الإعلام بشأن الشغور المحتمل في قيادة الجيش، فأنا لم اطرحه على أحد، انما طُرح عليّ من بعض من التقيتهم واعطيت جوابي الواضح حول وجود حلول قانونية.
وأضاف: يبقى ما سمعته من تعليقات سلبية، لن أتوقف عندها، بل أصرّ على المضي في إيجابية التحرّك وأدعو جميع المسؤولين الى التفكير بما طرحت واذا لا، فالتقدم بأفكار إيجابية لحماية بلدنا وتحصين وحدتنا الوطنية، والخروج من عقلية التمترس وعزل الذات. وبقدر ما نرفض ونشجب ممارسات قام بها بعض المتظاهرين على طريق عوكر، فإننا نرفض الردود الإنفعالية العنصرية ضد شعب أو بشرة أو عرق أو ثقافة، فهذه ليست من قيمنا الإنسانية ولا من تعاليمنا المسيحية، ومن يقوم بها لا يشبهُنا. ما يشبهُنا هو الانفتاح والتسامح وتقبّل الفوارق، وسعينا للعيش معاً تحت سقف التنوّع والحريّة واحترام الخصوصيات والحفاظ على الذات وعلى الكرامة الوطنية والانسانية.