أظهرت دراسة حديثة أنّ مرض باركنسون قد يبدأ في الأمعاء، ما يزيد التشديد على أهمية صحّة الأمعاء وعلى لائحة الأضرار الطويلة التي يمكن أن تصيبنا حينما نهملها.
وجاء في الاكتشاف الجديد أنّ الأضرار في جدار المعدة أو التدفّق المعاكس لمحتويات المعدة باتجاه المريء والحلق، قد يزيد خطر باركنسون بـ76 في المئة، وفق ما نشر في صحيفة “نيويورك بوست” NYPost أخيراً. وكذلك توضح الدراسة نفسها أنّ بعض المشكلات في الأمعاء كالإمساك، يمكن أن تسبق ظهور أعراض باركنسون.
تعزيز سريع الأمعاء
ثمّة خطوات بسيطة نسبياً بمقدورها مساندة الحالة الصحية للمعدة والأمعاء. وإليكم أربعٌ منها،
- تناول المواد المسمّاة بروبيوتكس Probiotics. وتعمل الأخيرة على تفكيك مكوّنات مختلفة في الغذاء بما يجعلها موادَّ مغذية لميكروبيوم microbiome الجسم. ويشير المصطلح الأخير إلى مجموع البكتيريا والفيروسات والفطريات في الجهاز الهضمي. وباختصار، تعمل مواد بروبيوتيكس على تحفيز تكاثر البكتيريا والطفيليات والخمائر المفيدة التي توجد طبيعياً في الأمعاء، ما يجعلها تقاوم مختلفة الجراثيم المضرّة. وتؤدّي تلك العملية نفسها إلى تعزيز عمل جهاز المناعة، انطلاقاً من الأمعاء. وتتألَّف البروبيوتكس في الأصل، من مُكوِّنات بكتيرية وأخرى مشتقة من طفيليات وخمائر مختلفة. وتشمل مصادر البروبيوتكس، اللبن (الزبادي باللهجة المصرية) والكفير والكومبوتشا والكيمشي.
- الإكثار من تناول البريبايوتكس Prebiotics، وهي ألياف نباتية تعتبر بحد ذاتها غذاءً مفيداً لنمو البكتيريا والخمائر الجيدة في الأمعاء. ومن أبرز مصادر البريبايوتكس، الثوم والبصل والهليون.
- الاهتمام بأكل الأطعمة الغنية بالألياف. وتعتبر الأخيرة من المكونات المُغذية للبروبيوتكس. وتساعد على تنظيم وظائف الأمعاء وحركتها، وضبط مستويات السكّر في الدم، وخفض مستويات الكوليسترول، وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها. يُنصح باستهلاك 30 غراماً من الألياف في اليوم عبر التركيز على أهم مصادرها كبزور الشيا والتوت والشوفان. ويميل الأشخاص الذين يركزون على مصادر الألياف إلى العيش لمدّة أطول والتعرض بمعدلات أقلّ للارتجاع المعوي والإمساك. وتوصي “الجمعية الأميركية لأمراض القلب” بالحصول على 25 أو 30 غراماً من الألياف في اليوم. علماً أن الأميركيين لا يتناولون إلّا 15 غراماً من الألياف في اليوم.
- الماء ثمّ الماء. لا بد من الحصول على الألياف والماء في الوقت نفسه لأنهما يعملان معاً وتتضافر فاعليتهما معاً. إذ تمتصّ الألياف الماء الذي يجب أن نشرب ثمانية أكواب منه كلّ يوم. وتعتبر تلك الكمية مثالية لترطيب الجسم. وكذلك يجب التنبّه إلى الحصول على كميات من الماء تتناسب مع الوزن ودرجة نشاط الجسم ونوعية النظام الغذائي، وأحوال الطقس وغيرها.