تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مقطع فيديو يُظهر عاملاً يقوم بتحطيم حجر في هرم خوفو المعروف بالهرم الأكبر، مستخدماً مطرقة حديدية.
والهرم الذي يبلغ ارتفاعه نحو 139 متراً، هو أحد ثلاثة أهرامات ضخمة في منطقة الجيزة (جنوب القاهرة)، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 2560 قبل الميلاد، أي قبل نحو 4584 عاماً.
وفجّر المقطع المصوّر حالةً من الغضب والجدل المحموم في أوساط المصريين، خصوصاً أنّ أهرامات الجيزة تُعدّ من أهم الآثار المصرية وأكثرها شهرة في العالم، كما أنّ عملية التحطيم تمّت في وضح النهار وأمام سياح كانوا يزورون المكان.
خطأ من الماضي
كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار المصرية مجدي شاكر، يوضح لـ”النهار” تفاصيل الواقعة، ويقول إنّ “مقطع الفيديو حقيقي، لكن عملية التكسير لم تكن لجسم الهرم نفسه، فقد كان العمال -التابعون لإحدى الشركات- يقومون بتكسير إسمنت أسود وضع قبل عشرات السنوات، لتثبيت أسلاك الكهرباء التي تضيء الهرم الأكبر ليلاً”.
وأضاف شاكر: “في الماضي لم يكن استخدام الإسمنت الأسود ممنوعاً، أما الآن فهناك محاذير دولية تمنع استخدامه في الآثار، وما حدث أنّ الشركة المسؤولة عن عملية تغيير شبكة الإضاءة كانت تقوم بإزالة الإسمنت من الفتحات لتضع شبكة إضاءة جديدة”، لافتاً إلى أنّ “هذه المرّة لن يتمّ استخدام الإسمنت الأسود، إنما مواد متوافقة مع البيئة ومع طبيعة الآثار”.
وأكّد شاكر أنّ “جسم الهرم نفسه لم يُمسّ”، لكنه أشار إلى أنّه “كانت هناك بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها لتلافي هذه الضجّة، مثل أن توضع لافتة توضح أو تشرح ما يجري من تحديثات”، كما أنّ توقيت العمل في هذه التجديدات “لم يكن الأفضل”.
ورأى شاكر أنّه “كان من الأفضل أن يتمّ العمل قبل مواعيد الزيارة أو بعدها، لكن التوقيت كان اضطرارياً نظراً إلى أنّ مواعيد زيارات الهرم تنتهي عند الساعة 4 عصراً، وغروب الشمس في الشتاء يحدث مبكراً، قرابة الساعة 5 مساء، ويصعب العمل في الظلام، ما اضطر العمال للعمل في وقت يتواجد فيه السياح في الموقع”.
الوزارة تعلّق
إلى ذلك، نشرت وزارة السياحة والآثار المصرية بياناً رسمياً تعليقاً على الفيديو المتداول قالت فيه، إنّ ما يظهر في الفيديو ليس هدماً، بل هو إزالة لمواد بناء حديثة غير أثرية، والتي تمّ وضعها قبل عقود مضت بهدف تغطية شبكة الكهرباء الخاصة بإنارة الهرم.
وأضاف البيان: “يقوم المجلس الأعلى للآثار، حالياً، بإزالة هذه المواد ضمن مشروع تحديث شبكة الإنارة الخاصة بالهرم الأكبر، وذلك من دون المساس بجسم الهرم أو أي من أحجاره الأصلية”.
وأكّدت الوزارة على التزامها الكامل بدورها في حماية التراث الأثري والحضاري لمصر وصيانته، ودعت مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحرّي الدقة قبل تداول أي “معلومات غير صحيحة” قد تؤدي إلى إثارة البلبلة والرأي العام.