علمت “العربية.نت” من مصادر دبلوماسية أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، وصل إلى باريس اليوم الخميس، حيث من المتوقع أن يلتقي عددًا من المسؤولين الفرنسيين لمناقشة التطورات السياسية والأمنية في لبنان.
وتشير المصادر إلى أن الزيارة تأتي في وقت حساس على صعيد الاستحقاقات السياسية في لبنان، خصوصًا مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل.
لن تقتصر لقاءات جنبلاط على الأوضاع الداخلية اللبنانية، بل ستشمل أيضًا تطورات الوضع في جنوب لبنان، خاصةً في ظل تطبيق القرار الأممي 1701، والذي يُشرف عليه الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز من خلال لجنة المراقبة المشتركة.
ويُعرف عن جنبلاط إشادته المستمرة بالدور الذي لعبه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في صياغة الورقة الأميركية التي أعدها المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، والتي أسهمت بشكل كبير في تطبيق القرار الأممي في جنوب نهر الليطاني.
ووفقًا للاتفاق، تمّ تحديد آليات لمراقبة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بعد 60 يومًا من التوصل إلى الاتفاق، بالإضافة إلى سحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني. هذا الاتفاق شمل أيضًا نشر الجيش اللبناني في الجنوب لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وتعتبر زيارة جنبلاط لباريس خطوة مهمة في إطار تحركاته الدبلوماسية الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف القوى اللبنانية، بما في ذلك “حزب الله” و”القوات اللبنانية”، لا سيما في ظل الانقسام السياسي الكبير الذي يشهده لبنان.
وبحسب المصادر، يسعى جنبلاط إلى لعب دور الوسيط بين الأطراف المختلفة في لبنان، وهو ما يعكس أهمية كتلته النيابية “اللقاء الديمقراطي” التي تضم 8 نواب، وتعد من القوى الحاسمة في تحديد مواقف مجلس النواب.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه تحت رعاية أميركية وفرنسية في الأيام الأخيرة ينص على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، بينما يقوم الجيش اللبناني بتعزيز انتشاره في الجنوب.
وقد بدأ الجيش اللبناني فعليًا بتعزيز مواقعه منذ الأربعاء الماضي، بينما تعهد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بالتعاون مع الجيش اللبناني في تطبيق هذا الاتفاق.