أعلن الجيش السوري اليوم الخميس أن مقاتلين من المعارضة المسلحة دخلوا مدينة حماة بعد اشتباكات ضارية.
وسيطرت فصائل المعارضة السورية الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت، ما يضعف أكثر سلطة الرئيس بشار الأسد.
من جهته، أقرّ الجيش السوري، اليوم، بخسارته المدينة الاستراتيجية، بعد وقت قصير من إعلان فصائل معارضة دخولها الى أحيائها، لأول مرة منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011.
وأعلن الجيش في بيان: “خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية… تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها”، مضيفا: “حفاظا على أرواح المدنيين.. قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”.
وفي وقت سابق اليوم، دخلت الفصائل المعارضة الخميس الى مدينة حماة الاستراتيجية في وسط سوريا حيث تخوض معارك “طاحنة” مع القوات السورية داخل أحياء المدينة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأورد المرصد أن “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها “دخلت الى مدينة حماة من جهات عدة، وتخوض حرب شوارع ضد قوات النظام في أحياء عدة”، لتصبح بذلك المدينة الثانية التي تتقدّم اليها في غضون أيام بعدما باتت حلب الواقعة شمالها بأكملها خارج سيطرة القوات السورية لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
وقال المرصد: “اشتباكات طاحنة دارت بين “هيئة تحرير الشام” والفصائل العاملة معها ضمن عملية “ردع العدوان” من جهة، والقوات السورية من جهة أخرى في شوارع مدينة حماة بعد أن تمكنت الفصائل من دخول المدينة من عدة محاور، وسط قصف من قبل القوات السورية”.
وبحسب المرصد، تمكنت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها ضمن عملية “ردع العدوان” من الدخول إلى الجهة الشمالية الشرقية من مدينة حماة، بعد ساعات من الاشتباكات الطاحنة بين الفصائل والقوات السورية على أطراف المدينة.
ودفعت فصائل “القوة المشتركة” ومن بينها فرقة “السلطان سليمان شاه” بقيادة محمد الجاسم (أبو عمشة) بتعزيزات عسكرية باتجاه محاور الاشتباكات على أطراف مدينة حماة، تضمنت عشرات العناصر والآليات العسكرية والسيارات، بينما تدور اشتباكات طاحنة في ضواحي المدينة، وسط ضربات جوية من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على محاور الاشتباكات.
كذلك، ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن الاتصالات انقطعت في مدينة حلب بشمال سوريا اليوم الخميس بسبب هجمات “إرهابية”.
تحرير سجناء من سجن حماة المركزي
وفي السياق، قال القيادي في المعارضة السورية المسلحة حسن عبد الغني في منشور على إكس اليوم الخميس إنهم حرروا مئات السجناء من سجن حماة المركزي.
وأضاف في المنشور: “قواتنا دخلت سجن حماة المركزي، وحررت مئات الأسرى المظلومين منه”.
الجولاني
من جهة ثانية، حض أبو محمد الجولاني زعيم “هيئة تحرير الشام” اليوم رئيس الوزراء العراقي في بيان مصور على عدم السماح للحشد الشعبي المدعوم من إيران بالتدخل في سوريا، وحذر من تصعيد التوتر بالمنطقة.
وقال الجولاني إن “لا ثأر” بعد دخول الفصائل المعارضة الى مدينة حماة في وسط سوريا التي شكلت مسرحا لانتفاضة نفذتها جماعة “الإخوان المسلمين” قبل أربعة عقود وسحقتها دمشق بالقوة.
وفي مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل على تطبيق “تلغرام”، خاطب الجولاني أهالي المدينة: “أبشّركم أن إخوانكم المجاهدين الثوار بدأوا بالدخول الى مدينة حماة لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا لمدة 40 عاما”. وأضاف: “أسال الله عز وجل أن يكون فتحا لا ثأر فيه بل فتحا كله رحمة ومودة”.
الصين
من جهتها، أرسلت السفارة الصينية بلاغا عاجلا الخميس دعت فيه مواطنيها لمغادرة سوريا “في أقرب وقت” مع تقدّم فصائل المعارضة السورية التي انتزعت مدينتي حلب وحماة من سيطرة القوات الحكومية.
وقالت السفارة في رسالة على حسابها في منصة “وي تشات”: “تزداد حاليا حدة الوضع في سوريا ويتدهور الوضع الأمني العام. نصحت السفارة الصينية في سوريا المواطنين الصينيين في البلاد باستغلال الرحلات التجارية المتوافرة للعودة إلى ديارهم، أو مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن”.