أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أنه تبيّن له شخصياً ومن خلال الإتصالات التي يقوم بها في موضوع ملف رئاسة الجمهوريّة أن “المنظومة” لا تزال موجودة وهي تستمر بعملها كمنظومة وكأن شيئًا لم يكن، ولفت إلى أن “محور الممانعة” لا يريد العماد جوزيف عون، وبطبيعة الحال، “التيار الوطني الحر” أيضًا لا يريده، وهم يخططون لإسقاطه في الانتخابات”. وقال: “المنظومة” تعمل ليلًا نهارًا لتهريب رئيس للجمهورية لا يحقق طموحات الشعب اللبناني، وإنما يضمن لهم استمرار المرحلة الماضية. وفي المقابل، نحن مستمرون في العمل بكل جدية لمنعهم من تحقيق ذلك، ولن نسمح لهم بإعادة إحياء أنفسهم من جديد من خلال رئيس ينفذ أجندتهم”.
كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمنسقية عاليه في حزب “القوّات اللبنانيّة”، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: النائب نزيه متى، الأمين العام للحزب أميل مكرزل، رئيس رابطة مخاتير عاليه زياد الأصفر، رؤساء بلديات: رويسة النعمان – رولا خوري، بسوس – قيصر فغالي، وبطلون – كمال خيرالله، مستشار رئيس “القوّات” للشؤون الداخليّة جوزيف أبو جودة، الامين المساعد لشؤون الإدارة رفيق شاهين، مساعد الأمين العام لشؤون الإنتخابات جاد دميان، عدد من أعضاء المجلس المركزي في “القوّات” وحشد من الفاعليات الإعلاميّة والإقتصاديّة والمدنيّة والثقافيّة في منطقة عاليه.
ولفت جعجع إلى أنه “مع التطورات كلها التي حصلت في لبنان، وما تلاها في سوريا، افترضنا على الأقل أن الغالبية العظمى من السياسيين، إن لم يكن جميعهم، سيجرون إعادة قراءة، أي أن يعيدوا تقييم مواقفهم ويبنوا سياستهم على ضوء ما حصل”. وأوضح أنه تبين له أولاً من خلال الاتصالات التي يجريها بشأن موضوع رئاسة الجمهورية أن الفريق الآخر لا يقبل بأي شكل من الأشكال انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهوريّة، وقال: “إن كل ما تسمعون من تصريحات، على شاكلة “لنرَ”، و”سنرى”، و”نفكر في الموضوع”، وغير ذلك، جوفاء ومجرد كلام بكلام. “محور الممانعة”، ومعه “التيار الوطني الحر”، لا يريدون وصول العماد جوزيف عون. وهؤلاء وحدهم يمكنهم تعطيل انتخابه، لأن العماد جوزيف عون، بصفته قائدًا للجيش، يحتاج إلى 86 صوتًا لانتخابه”.
وتابع: “أنتم ترون كيف بدأوا يتعاملون مع الأمر. لقد بدأوا منذ الآن بنغمة “انتخاب العماد عون يحتاج إلى تعديل دستوري، ولا يمكن أن يتم ذلك من دون تعديل دستوري”، في حين أن غيره لم يكن بحاجة إلى تعديل دستوري، أما بالنسبة له، فلا يمكن انتخابه إلا بتعديل دستوري. ليس هذا فحسب، بل إنهم يقولون إن التعديل الدستوري يجب أن يتم تبعاً للآلية الدستورية، الأمر الذي يتطلب وجود حكومة مكتملة الصلاحيات، وأن يكون لدينا رئيس للجمهورية. بالإضافة إلى ذلك نسمع أيضاً أنه كي يتم التعديل، نحن بحاجة إلى دورة عادية للمجلس النيابي، مع العلم أن المجلس النيابي سيخرج من دورته العادية في نهاية الشهر وبالتالي، عندما تنعقد جلسة الإنتخاب في التاسع من كانون الثاني، يكون المجلس خارج الدورة العادية”.
وشدد جعجع على انه “أصبح واضحًا أن “محور الممانعة” لا يريد العماد جوزيف عون. وبطبيعة الحال، “التيار الوطني الحر” أيضًا لا يريده، وهم يخططون لإسقاطه في الانتخابات”، مشيراً إلى أن “الأمر الأهم من ذلك كله هو ما تبين لي شخصيًا بأن “المنظومة” ما تزال منظومة وكأن شيئًا لم يكن، فـ”المنظومة” ما تزال موجودة”. وقال: “في مجلس الأمن، هناك أعضاء دائمون، وأعضاء يتبدلون سنويًا، والأعضاء الدائمون هم الدول الخمس الكبرى. هذا النظام موجود عندنا أيضًا لدى المنظومة. لدينا أعضاء دائمون في “المنظومة”، ولدينا آخرون يتبدلون. الأعضاء الدائمون في “مجلس أمن المنظومة” هم “محور الممانعة” و”التيار الوطني الحر”، فيما الآخرون يتبدلون، يضمّون هذا ويُعطونه قطعة جبنة من هنا، ثم يخرج او يُخرجونه ليضمّوا آخر بحسب الحاجة”.
وأضاف جعجع: لقد تبين لي أن هؤلاء وبعد كل ما حصل، وبدل أن “يبادروا الى إعادة قراءة فعلية، قاموا بإعادة قراءة عكسية، وبدأوا تنظيم صفوفهم من جديد، سعياً لإيصال رئيس للجمهورية ينفذ أجندتهم وما يريدون، لأنهم يدركون أنه لا يمكنهم إيصال رئيس جمهوريّة من صفهم بشكل مباشر”. وقال: “أنتم تفكرون في شيء، والعديد من الشعب اللبناني يفكر في شيء، فهم في مكان آخر تمامًا. أريدكم أن تعرفوا أن “المنظومة” ما تزال قائمة، ولو أنها لم تعد تجرؤ على الظهور العلني بعد 17 تشرين الأول 2019. لكن وجودها لم يتغير. النفس ذاته، والمقاربات، والممارسات، والمصالح ذاتها، كل شيء لا يزال موجودًا. والمنظومة تعمل ليلًا ونهارًا لتهريب رئيس للجمهورية لا يحقق طموحات الشعب اللبناني، وإنما يضمن لهم التواصل مع المرحلة الماضية. وفي المقابل، نحن مستمرون في العمل بكل جدية لمنعهم من تحقيق ذلك، ولن نسمح لهم بإعادة إحياء أنفسهم من جديد من خلال رئيس ينفذ أجندتهم”.
واستطرد جعجع: “بعد هذه التطورات كلها والوعي الذي تشكل لدى الشعب اللبناني، أتمنى أن يمتد هذا الوعي ليشمل مجلس النواب وجميع النواب، لأن هناك كتلة من 70 إلى 80 نائبًا على الأقل يجب أن يفكروا في ما يجب أن يتم فعله لمصلحة الشعب اللبناني، فيقوموا به، ولو لمرة واحدة فقط. أما نحن فمستمرون في العمل بكل جد، ولن نتراجع أبدًا. حتى في عز أيام المنظومة لم نتركها تأخذ مداها، والآن لن نسمح لها بذلك”.
وكان جعجع استهل كلمته بتوجيه التهنئة لمنطقة عاليه على العمل الذي قامت به في السنة المنصرمة، وقال: “أنا أتابع مناطق لبنان كلها بحكم مسؤولياتي كرئيس للحزب، وبالفعل خلال السنوات الأربع الأخيرة وما قبلها، باعتبار أن العمل هو كناية عن تراكمات، وبالنسبة لمنطقة عاليه، يمكنني القول إنها منطقة نموذجية في “القوات اللبنانية”. لذلك أطلب منكم التصفيق الحار لجميع المنسقين الذين مروا على هذه المنطقة، وخصوصاً الآن لطوني بدر، كما أريد منكم التصفيق أيضاً لرفيقنا نزيه متى، ولأفراد المنسقية فردًا فردًا، ولجميع رؤساء المراكز في المنطقة، ولكل قواتية وقواتي في منطقة عاليه، لأنه لولا العمل المتكامل لهذه الآلية والانسجام في ما بينها، لما كانت قادرة على إعطاء هذه النتيجة”.
وتابع جعجع: “في هذا الإطار سأتكلم على مثالين: المثال الأول هو مشروع الجسر، الذي اختلفنا على اسمه قبل أن ندخل إلى العشاء. البعض يسمونه جسر رشميا، البعض الآخر جسر عميّق، وآخرون يسمونه جسر ملتقى النهرين، والبعض الرابع يقول إن هذا جسر لا اسم له. مشروع هذا الجسر لم يكن سهلًا أبدًا، وهذا المشروع بالتأكيد كان مشروعًا لمنطقة عاليه. أما المثال الثاني، فأنتم تعرفون أنه تم طرح موضوع الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، والذي، وبفضل الثورة التي حدثت في سوريا، لم يعد الآن موضوعًا مطروحًا لأنه سيُحل بحكم الأمر الواقع. ورأيتم كيف بدأ يُحلّ. الآن، من الطبيعي أن هناك من يهرب من سوريا إلى لبنان، ولكن في هذا الإطار أصبح احتواء الأزمة أسهل بكثير مما كان عليه في السابق. السوريون الموجودون بشكل غير شرعي في لبنان، في وقت من الأوقات، شكلوا أزمة كبيرة، ووصل عددهم إلى مليوني شخص، بينما عدد اللبنانيين أربعة ملايين. والدولة، كما تعرفون وضعها، لذلك، كان لا بد في نهاية المطاف أن نأخذ هذا الملف بأيدينا. أخذناه، وعملنا جميعنا عليه، والحزب كله عمل على هذا الملف، ومنطقة عاليه كانت من المناطق التي أعطت أفضل النتائج على رغم التعقيدات الموجودة فيها. لقد حصلوا على مختلف المعلومات والتعليمات المتعلقة بالسوريين الموجودين بشكل غير شرعي في لبنان، وتابعوا الملف من البداية إلى النهاية، على الرغم من التعقيدات والعقبات التي واجهتهم، فللأسف، وللأسف، وللأسف، هناك بعض رؤساء البلديات المتواطئين، وهذا أقل تعبير يمكنني قوله، هذا إن لم نقل أنهم تجار، ولم يكن يهمهم من القضيّة برمتها سوى العائد المالي الذي يسعون الى جَنيِه. ولكن وعلى الرغم من ذلك كله، اعطت منطقة عاليه أفضل النتائج. لذا أريد أن أقول لكم: يعطيكم ألف عافية، والله يحفظكم بهذه الهمّة، ويحقّ لكم هذا العام أن تحتفلوا بالعيد بشكل حقيقي وصحيح، لأن وضع منطقة عاليه وعملها كان ممتازًا جدًا”.
من جهّة أخرى، توجّه جعجع الى الحضور بالقول: “أريد أن أقول لكم: يعطيكم ألف عافية ليس على ما سبق فحسب، فبكل صراحة، هذا العمل محلي وعادي، ولكنه يُظهر ديناميكية وحيوية وتنظيمًا وتفاهمًا، وأهم شيء هو التفاهم، فلولا لم يكن النائب والمنسق والمنسقية ورؤساء المراكز والقاعدة القواتية على انسجام، لما استطعنا أن نحقق أي شيء مما حققنا. ولكن أريد أن أقول لكم: يعطيكم ألف عافية على شيء آخر أساسي، وهو: “طوبى للذين آمنوا ولم يروا”. فنحن لا يمكننا أن ننسى المستجدات التي حدثت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. أتذكر تمامًا منذ أربعين عاماً حتى اليوم، كنا نجلس ونتحدث مع بعض الناس، ولم يكونوا يفهمون تمامًا ما نقوله. السبب أنهم كانوا يرون فقط ما يحدث في اللحظة الآنيّة، بينما نحن كان لدينا إيمان بما تحقق الآن بعد أربعين سنة”.
وتابع جعجع: “كل واحد منكم يستحق الشكر، وانطلاقاً من هنا لو استطيع تقبيل يد كل قواتي لما تأخرت عن ذلك، والسبب هو كيف تطورت هذه القاعدة القواتية بمعناها الواسع، وأضم صوتي لصوت رفيقنا نزيه بأن القواتي ليس من يحمل بطاقة انتساب فحسب، صحيح أن هؤلاء الأشخاص لهم فضل كبير جدًا باعتبارهم يشكلون العمود الفقري للحركة، ولكن أيضًا كل إنسان كان لديه هذا الإيمان. وهنا أسأل: كيف يمكن لشخص أن يسير على مدى أربعين عاماً في ظلام دامس من دون أن يرى خطوته التالية ويستمر في المضي قدماً، فإلى أين يصل؟ الجواب هو لأنه مؤمن يسير إلى الأمام، وهذا تمامًا ما حدث معنا. منذ أربعين عاماً، ونحن نسير مؤمنين بأنه سيأتي يوم في لبنان لا يكون فيه سلاح غير شرعي، وسيأتي يوم يعود القرار للدولة، وسيأتي يوم يبدأ بناء الدولة، الذي حتى هذه اللحظة لم يبدأ، ولكن على الأقل البناء القديم زال، وأصبح هناك مجال لنشيّد مكانه بناءً جديدًا”.
واستطرد جعجع: “من كان يقول إن نظام الأسد سيزول، أو بالأحرى نظام “الأسود”، وهم ليسوا أسودًا أبدًا، من الأب إلى الابن، هذا النظام الذي لا يوجد أعتى منه، لا يوجد نظام اضطهد الناس أكثر منه، لا يوجد نظام قتل الناس أكثر منه، وسجن الناس أكثر منه. إنكم ترون الأخبار التي تظهر كل يوم عن انتهاكات وارتكابات هذا النظام. من كان يقول إنه في لحظة من اللحظات سينهار بهذا الشكل؟”.
وقال: “تعرفون أين فضلكم الأساسي؟ وهنا فضل كل قواتي، وليس فضلي أنا. أنا أقرأ وأتابع السياسة، وبالتالي كان واضحًا بالنسبة لي أن المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل. ولكن الفضل لكل فتاة ولكل امرأة ولكل شاب ولكل رجل وكل كهل ولكل طفل منكم كان يسير وهو “معمي” البصيرة تقريبًا، ولكنه مؤمن بأنه سيأتي اليوم الذي يتحقق فيه إيمانه، واتى هذا اليوم وانهاروا وانهاروا وانهاروا”.
ولفت جعجع إلى ان “هذا العام، يمكنكم أن تحيوا العيد بشكل فعلي وبقلوب مفعمة بالفرح. هذا العام العيد عيدان، وثلاثة وأربعة وعشرة، وإذا ما أردتم أن تحيوا العيد لسبب ما، فعيدوا وافرحوا للإيمان الذي كان في قلوبكم طوال الوقت. وهنا أسأل وبجديّة: على ماذا بنيتم إيمانكم؟ فكروا جيدًا. ما الذي جعلكم تؤمنون بهذا الشكل أننا سنصل إلى هنا؟ وصلنا إلى هنا ولم نجد أنفسنا إلّا وقد وصلنا، ولو بعد أربعين سنة. الآن نحن نعيش هذه اللحظة. لكن أريدكم أن تتذكروا معي كيف بدأت المواجهة مع السوريين. بدأت في بلا، وقنات، وزحلة، والأشرفية. في تلك الأيام، من كان يظن أنهم سيخرجون من لبنان؟ جاءت الأيام، وخرجوا من لبنان، وسوريا، والحياة، والعالم بأسره”. وقال: “أنا لا أحب الفخر والإفتخار والاعتداد بالنفس كثيرًا. فهذا أمر ليس جيداً أبدًا، ولكن يمكنكم أن تكونوا فخورين بأنفسكم، لأنكم كنتم تحملون إيماناً بهذا الحجم، واستمررتم في المضي قدماً على الطريق وأنتم لا ترون شيئًا، حتى تحقق ما كنتم تؤمنون به. بهذا القدر كانت لديكم صلابة، والتزام، وتضحية، وهذه الأمور كلها أوصلتنا إلى هنا”.
وختم جعجع كلمته متمنياً للحضور الخير كله، وقال: “ويمكننا أن نحتفل هذا العام مرتاحين وسعداء بما تحقق، وأن نستعد للانتصارات المقبلة في المواجهات الآتية. كل عام وأنتم بألف خير”.
وكانت كلمة للنائب نزيه متى، استهلها بإلقاء التحيّة على “الحكيم” والحضور وأهالي عاليه وقال: “هذه السنة الثالثة إلتى نأتي إلى هنا، إلى معراب، للمشاركة في العشاء السنوي لمنطقة عالية، ونأتي لأسباب عدّة، السبب: الأول هو لكي نكون إلى جانبك ومعك هنا، نهنئك بحلول الأعياد ونشد على يديك للمواقف التي تتخذها، ولكي نكون إلى جانبك لكي نؤكد على صوابية قراراتك وصلابتك والقوة التي نستمدها منك، فنحن جميعاً ندرك كيف خرجت بعد 11 عاماً من الإعتقال، مدركاً كل ما يدور حولنا وكأنك لم تغب يوماً واحداً”.
ولفت متى إلى أن “عاليه وفيّة للقوات اللبنانيّة، فهي قدّمت التضحيات في أيام الحرب كما في أيام السلم، وتقف كما يجب وتطبّق على مستواها المحلي كل ما تطبّقه “القوّات” على مستوى لبنان، إن كان انسانيّاً أو اجتماعياً أو سياسياً أو على صعيد العلاقات مع مختلف مكونات المجتمع، وهذا ما تقوم به “القوّات في منطقة عاليه لتكون في حالة انفتاح مع الجميع باعتبار أنه في نهاية المطاف نحن لدينا مهمّة كبيرة جداً وهي تحقيق أهداف القضيّة”.
واعتبر متى أن “كل ما تقوم به “القوّات” في منطقة عاليه يصب في مكان واحد وهو الحفاظ على المجتمع القوّاتي كي يتمكن من استكمال المسيرة التي بدأها الشهداء وكل من سبقونا. من هذا المنطلق أود أن أستذكر بعض الأمور التي قمنا بها لكي أقول إن كل ما قمنا به لم يكن عن عبث وإنما من منطلق معيّن بغية دعم هذا المجتمع، فعندما قمنا بنشاط في حومال كان الهدف هو الوقوف إلى جانب أهالي هذه المنطقة اي مثلث الصمود: حومال وبليبل وبدادون، لكي نشد على اياديهم ونقول لهم إننا موجودون بينهم، وعندما قرّرنا القيام بنشاط آخر في بحمدون، فالخيار وقع على بحمدون لرمزيتها ولرمزية قرى الجوار إلى جانب بحمدون وداخل بحمدون تحديداً، لأننا جميعاً نعرف كيف كان انتماء هذه المنطقة سياسياً، إلا أن القوات دخلت إلى هذه المنطقة وثبتت نفسها وأصبحت الرقم الصعب فيها، لذا قمنا بهذا النشاط لنقول لأهلنا هناك أننا كما حميناكم في أيام الحرب يمكننا حمايتكم في أيام السلم ونحن الرقم الصعب في المنطقة”.
وتابع متى: “عندما اتخذنا الخيار لترميم الجسرين الواقعين ما بين رشميا وعميق، الهدف كان بالطبع انسانياً بالدرجة الأولى، وللسلامة العامة بالدرجة الثانية، ولكن عندما أنجزنا هذا المشروع أصررنا على أن يطلق عليه شعار “تمتين جسور التواصل” والهدف وراء ذلك كان سياسياً ويتضمن رسالة واضحة لنؤكد أن الشوف وعاليه منطقة واحدة وفيها نديّة بين جميع الأطراف فيها، ولا يمكن أن تكون سوى على هذا النحو، ونحن يدنا مفتوحة لكل من يحبون التواصل معنا، انطلاقاً من هنا هذه كانت الرسالة وراء جسر رشميا”.
ولفت متى إلى أنه يمكنه تعداد الكثير من النشاطات والمشاريع إلا أنه فضل فقط ذكر هذه النشاطات الثلاثة لما لها من رمزيّة، وقال: “لشباب منطقة عاليه، يعطيكم الف عافية، على المستويات كلها، إن كنتم مع “القوّات اللبنانيّة” أو لم تكونوا كذلك، ان كنتم في المنسقيّة من رفيقنا طوني بدر وجميع الأعضاء، إلى جميع رؤساء المراكز إلى جميع الرفاق المنتسبين وإلى جميع من يؤيدون حزب “القوّات” وليسوا من المنتسبين وهؤلاء صدقاً “قوّات وأكثر من قوات”، بنفسهم وروحهم وعصبهم والتزامهم وانتمائهم، لذلك أود أن اتوجّه بتحيّة كبيرة لهم لأننا حقيقةً في منطقة عالية من الشويفات إلى بمهري ومن بحمدون إلى رشميا، كنا نعمل بقلب واحد وكلمة واحدة ونفس واحد وروح واحدة، فنحن بدأنا على أننا “قوات لبنانيّة” ولن ننتهي سوى “قوات لبنانيّة”.
وتوجّه بالشكر للجميع فرداً فرداً، وقال: “لو لم نكن بقلب واحد وروح واحدة لما تمكنّا من شد العصب في منطقة عاليه، ونحن نعرف جميعاً الروح الموجودة داخل القوّات في عاليه، وهذا ليس فقط اليوم كي لا ننسب كل شيء لنا، منذ البداية، ونحن جل ما قمنا به هو أننا استمررنا في المسيرة وحافظنا على هذه الروحيّة”.
وعدّد متى اسماء الكادرات الفاعلة في حزب “القوّات اللبنانيّة” في مختلف الأجهزة والمصالح والمكاتب والتي هي من منطقة عاليه، وقال: “أحببت ذكر أسماء هؤلاء الكادرات للدلالة على أن عاليه غنيّة بكوادرها، وكل من قمت بتسميتهم كانوا في موضع مسؤوليّة حزبيّة خارج المنطقة إلا أنهم كانوا يعملون في المنطقة ويقومون بمساعدتنا كل من مكانه، لذلك أريد أن أشكرهم على الجهد والمساعدة التي يقدمونها للماكينة الحزبيّة في المنطقة”.
وختم متى: “منطقة عاليه ذاقت طعم التضحيات وتعتبر أننا يجب أن ننال نتيجتها في شتى المستويات وخصوصاً على المستوى الوطني، فنحن ندرك أن “القوّات” قدّمت الشهداء والعرق والدم وضحّت بأفضل ما لديها، من أجل أن تصل القضيّة إلى المكان الذي يجب أن تصل إليه، ونحن كنا محظوظين بأننا بعدما خسرنا بعضا من أهلنا وأقربائنا وخسرنا مالنا في المصارف من جراء الإدارة السيئة للبلاد، أن نرى النظام السوري ينهار وحزب الله يتقوقع ونظام الملالي في إيران ينهار، وأمام هذا المشهد كل شيء يهون، الدم والعرق والمال وكل التضحيات، التي لا يمكن سوى أن تترجم بأن يكون لبنان على المسار الصحيح عبر إعادة بناء المؤسسات وفي مقدمها انتخاب رئيس جمهوريّة، يكون رئيساً فعلياً، مناضلا، ثابتا، مصرّا، يعرف الطريق الصحيح، ويعرف كيفيّة بناء وطن، رجلا مؤسساتيا، كما يجب أن يكون رئيس الجمهوريّة حكيما، وبغير رئيس بهذه المواصفات لا يمكننا بناء الجمهوريّة وان شاء الله سنتمكن من تحقيق هذا الأمر”.
أما منسق منطقة عاليه طوني بدر فقد أكّد في كلمته أنه على الرغم من كل الظروف الصعبة، “ما زلتم الى جانبنا وما زلنا معكم، نكمل المسيرة معاً، واليوم اكثر من كل الأيام التي مرت”. بدر شدد على” أننا معاً لأجل عاليه التي تستحق أن نتعب لأجلها، ومعاً لأجل لبنان الذي يستحق أن نحمل اسمه، لأجل هذا الانسان الذي يستحق أن نعمر ليبقى. وأضاف: “أشياء كثيرة تمكنا من تحقيقها السنة الماضية بفضل دعمكم، من مستوصفنا الذي حضن حتى الآن ما يفوق الـ1500 مريض، الى أكثر من الف تلميذ استطعنا ان نكون الى جانبهم، وأكثر من 2000 محتاج بلسمنا جراحهم، الى ضيعنا التي نعمل معاً لانمائها، لجمعيتنا التي باتت كولد صغير بدأ يخطو اولى خطواته، لمشاركتنا أهلنا باحزانهم وافراحهم واعيادهم”.
ولفت بدر إلى أن “هذه الأرقام هي للتذكير بمدى تأثير مساهمتكم بالمباشر في الإنسان في عاليه، والى اي مدى تكاملُنا معاً يخدم هذه القضية. ما نفعله في عاليه وفي كل الاقضية في لبنان، الهدف منه بقاء مجتمعنا صامدا لنتمكن من خوض المعركة الكبيرة التي اسمها صمود لبنان.
ووعد بدر باكمال المسيرة اليوم وبمسؤولية أكبر ، قائلاً: “اليوم عندما بدأ الناس يرون بعيونهم ما كنا نخبرهم إياه من قلوبنا، اليوم عندما عرف الناس ان القوات هي المسار الحقيقي للوصول للبنان الذي نحلم به، بات الدور الذي يجب ان نقوم به أشمل وأوسع. وعد علينا أن نكون على قدر هذه المسؤولية، ونقف إلى جانب مجتمعنا ليكون أفضل.
وتابع: “هذا الامر يتطلب جهود القواتيين وجميع الاحرار الشرفاء في هذه المنطقة، الحزبيين وغير الحزبيين، إذ بتكاملنا معاً نتمكن من الوصول الى المكان الذي نحلم به. في زمن العيد، جميل أن نتوقف عند بعض النعم التي لا يعرف قيمتها كثير من الناس. كل ما نعيشه اليوم من حقوق نعتبرها بديهية، وحريات نمارسها ولا يعرف البعض كيف نمتلكها، باتت حقا مكتسبا، لأن هناك اناسا، وعكس المنطق الضيق، وقفوا بوجه محور الشرّ وما قبلوا ان يصبحوا كاللوحات في المتاحف وصنعوا ملاحم مقاومة أبقت مساحة حرية في ظلمة هذه الأرض”.
بدر اعتبر أنه “اليوم، بعد 20 يوم على سقوط نظام الطاغية بشار الأسد، ومعه سقوط محور الكبتاغون والبراميل المتفجرة، نعيش مع اللبنانيين أملا حقيقيا بولادة لبنان الجديد، لكن الأمور كي تكتمل بحاجة لأمرين، ايمان راسخ حقيقي بان الله لا يترك هذه الأرض، ويده ظاهرة جلية في محطات التاريخ كلها، بتوقيته هو وبمعيار الزمن الذي لديه. ومع الإيمان، يجب أن يكون هناك ناس يعملون حتى يتحرك هذا التاريخ في الاتجاه الصحيح. “بدو يكون في ناس راسها ملو كتافها، وركابها شداد ما بتبريها الطرقات الوعرة، بدو يكون في قوات، قوات عن حق وحقيق، ابطال ما بيشبهوا حدا، فبزمن الانتصارات الكرتونية وبائعي الأوهام، تحية لأبطال القوات اللبنانية”.
وتابع: “تحية لكم رفاقي المقاومين في عاليه، وحدكم منطقة حد منطقة حد منطقة. تحية لنضالكم في زمن المقاومة العسكرية، تحية لصمودكم في زمن الاحتلال السوري للبنان، تحية لمواجهتكم كل محاولات التخوين والتضليل وتسخيف قيمة نضالكم. وباسمكم، وبصوتكم، وبكلماتكم التي نسمعها كل يوم، تحية لقائد هذه المقاومة، للرجل الذي حمل هذا المشروع وحوّله من فكرة الى مؤسسة، من حلم الى حقيقة راسخة، وهو الذي دخل بطن الحوت وخرج بعد 11 سنة، ليستكمل قيادة القوات والقضية التي ائتمنت عليها رفيقتنا ستريدا التي وقفت وقتها بوجه الجميع وقالت لأعتى نظام أمنى في العالم:”ما حدا بيقدر يحلّ القوات”، الرجل الذي قاد القوات في ظل أكبر موجة شعبوية بتاريخ المسيحيين، وحجرا فوق حجرا، ومدماكا فوق مدماكا، أعاد بناء المؤسسة، وعندما كان يزرع الأمل في قلوبنا، كثيرون كانوا يقولون عنا مجانين ويسألون على ماذا نراهن، “بس اللي عند ربنا مش عند الناس، وبقيت القوات”.
وقال: “على الرغم من تحامل جميع المرتزقة والمتواطئين واليوضاسيين والرماديين والصفر والملونيين الوانا لا تشبه مجتمعنا، بقيت القوات وهم باتوا حيث يليق بهم أن يكونوا. وكبرت القوات، كبرت ببنيان على الصخر، كبرت على قدر أحلام أولادنا في هذه الأرض، وباتت اليوم مثل الشلال الهادر من قلب الجبل الذي نحن أولاده وأرز الباروك يكلله، “وبيعرف جبل الأرز يلي الحكيم مجبول بكرامته”.
واردف: “باسم أولاد عاليه، باسم اهلي في هذه المنطقة التي تعرفك جيداً، وباسم مئات السنين التي عشناها في هذه الأرض، وباسم عشرات الاف الناس الذين انزرعوا في هذه الأرض، وباسم الموجوعين والمتعبين الذين ملوا من الموت، وباسم احلامنا التي نحملها بعيوننا، ونحملها معنا كمسبحة الصلاة، “باسم اللي كان، واللي هوي اليوم ويللي رح بصير”، أطلب منكم كلكم، وعلى قدر محبتكم، أن ترفعوا كؤوسكم بالعالي، ونشرب معاً، نخب قائد المقاومة اللبنانية، نخب القوات اللبنانية، نخب الجمهورية القوية، نخب الدكتور سمير جعجع، ومن خلاله نخب لبنان الجديد! كاسك حكيم!”.
وكان قد استهل العشاء بالنشيد والوطني اللبنانيّة ونشيد حزب “القوّات البنانيّة”، ومن ثم كانت كلمة لعريف الحفل سليم أبي ضاهر رحب من خلالها بالحضور في النسخة الثالثة من العشاء الميلادي لمنطقة عاليه، شاكراً الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع على استقبال عائلة منطقة عاليه للسنة الثالثة على التوالي”. وأضاف: أهلاً وسهلاً بسعادة النائب نزيه متى الحاضر الدائم بيننا، أهلاً وسهلاً بجميع الكوادر الحزبية، الفعاليات السياسية، رؤساء البلديات، رجال الأعمال، وهذا العام أحببنا أن يكون موجودا معنا وجوه إعلامية من عاليه لنحتفل معاً بالعيد وهو فعلياً أكثر من عيد واحد، لنقل مجموعة أعياد بعيد، فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً”.
وتوجه لـ”الحكيم” قائلاً: “في السنوات الأخيرة، كل ما التقينا في هذه القاعة مع حضرتك، كنت دائماً تشدد على الصمود والثبات وتحملنا مسؤولية أن يبقى مجتمعنا ثابتل وألا يسكع أو يذهب مع موجة تضليل من هنا أو ريح ممانعة من هناك، كنت دائماً تقول لنا “شدو ركبكن قدام ناسكن وبضياعكن لأن نحن خط الدفاع وإذا نحن انهرنا بيوقع الهيكل، وبتصير الريح عاصفة والتضليل حقيقة”. بس حكيم، ولا مرة كان عنا خوف على منطقة عاليه، لأنها هي مش هيك، لا بحياتها سكعت ولا خافت ولا تراجعت. رفاقنا في منطقة عاليه صمدوا تحت قيادتك بالمقاومة العسكرية من عاليه وتلالها لكل لبنان، سطروا بطولات ولم يتراجعوا عن الهدف والقضية ولا يوم، رفيقنا جهاد متى و رفاقه في ذلك الوقت صمدوا مع رفيقتنا ستريدا بمرحلة المقاومة السلمية وحافظوا على تنظيم حزبي ثابت بوجه الاحتلال السوري وأدواته، واكبوا العودة وأسسوا للمصالحة التي توجتها زيارة غبطة أبينا البطريرك صفير. رفاقنا كمال خيرالله وبيار نصار و فريق العمل صمدوا بوجه التضليل والشعبوية وواكبوا إعادة التنظيم الحزبي ونقلوا مجتمعنا من حالة المصالحة للعيش نحن واهلنا بالجبل كحالة طبيعية من دون أي رجعة للوراء واستطعنا ايصال الصديق أنيس نصار نائب بانتخابات 2018. رفيقنا اميل مكرزل والتركيبة الحزبية صمدوا بوجه الأوبئة الصحية والسياسية، التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتمكنا من ايصال رفيقنا نزيه متى ليس فقط كنائب إنما النائب الأكثر تمثيلاً في مجتمعنا”.
وختم: “رفاقي ورفيقاتي، هذه هي منطقة عاليه، صامدة دائماً، ثابتة أبداً، حاضرة دوماً تواكب مجتمعها لمواجهة كل التحديات، لأن صلابة التزام رفاقنا تجاه مجتمعهم وناسهم مثل صلابة صخور تلالها ووديانها لا يهزهم ريح ولا يثقل عليهم ثلج”.