بعد حضور رصين ووازن، بالأسود والأبيض وصولاً إلى الملون في الشاشة الصغيرة ومسيرة إعلامية حافلة وجاذبة، رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم عن عمر قارب التسعة عقود (88 عاماً). وأقل ما يقال فيها انّها عقود الزمن الجميل،عقود الشاشة الوهاجة التي أبهرت الأجيال.
عرفتها بيروت،ورستم عرفت بيروت في ستينات القرن الفائت بعدما اشتغلت برامج لتلفزيون لبنان.وطبعاً،يعرفها وتعرف عليها الجيل الجميل حينها، حيث كانت إطلالتها،بالأسود والأبيض،فضية إلى حدّ التوهج الثقافي.
مولودة في 11 فبراير/شباط 1937 في القاهرة، وهي ابنة المهندس عبد الحميد رستم، وابنة شقيق زكي رستم أحد أعلام السينما المصرية، حصلت على ماجستير في الصحافة من جامعة نورث ويسترن بالولايات المتحدة.
بداية مسيرتها المهنية في 23 يوليو/تموز 1960 كمذيعة في التلفزيون المصري منذ تأسيسه، فكانت ضمن الجيل الأول من مذيعي “ماسبيرو”.
شهرتها عائدة إلى تقديم برامج ناجحة، مثل “نجمك المفضل”، و”الغرفة المضيئة”، و”20 سؤالاً”، مستضيفة عبر مئات الحلقات، كبار الأدباء والفنانين، مثل طه حسين وعبد الحليم حافظ ويوسف وهبي، ومحمد عبدالوهاب وفاتن حمامة ويوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس وعمر الشريف، وأحمد رمزي ومصطفى أمين وعلي أمين، وتوفيق الحكيم ونزار قباني، كما استضافت الملاكم الأميركي محمد على كلاي.
ونقطف من سيرتها، أنها حاورت رئيسة وزراء الهند السابقة الراحلة، أنديرا غاندي، (من أشهر لقاءاتها). عُرفت بلقب “صائدة المشاهير” بفضل مقابلاتها البارزة التي رسخت مكانتها باعتبارها أحد نجوم الإعلام المصري.
عملت الراحلة رستم مراسلة لمجلة “الحوادث”، وغطت لها الحرب الأهلية اللبنانية. وكانت مراسلة صحيفة “هيرالد تريبيون” الأميركية على مدى 20 عاماً.
وفي العام 1967 انتقلت للعمل في “تلفزيون لبنان”، فقدمت برامج مثل “سهرة مع الماضي”، و”بين الحقيقة والخيال”. وكانت تزوجت رجل الأعمال حاتم الكرداني، وهاجرت معه إلى لبنان بعد قرار التأميم، فاضطرت إلى ترك عملها في التلفزيون المصري، قبل عودتها العام 1980 لتقدّم برنامج “قمم” الذي استضافت فيه رموز المجتمع المصري.