al saham

اخبار ذات صلة

يوم ماكرون الطويل في لبنان ووعد مؤتمر دولي..


بدأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم لبنان.

وكان في استقباله في مقر كبار الزوار في المطار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو.

ورافق ماكرون وفد يضم في عداده الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان.

بعبدا: وظهرا وصل ماكرون الى القصر الجمهوري حيث كان في استقباله الرئيس جوزيف عون. وبعد عزف النشيد الفرنسي ترحيبا بالضيف الفرنسي، انتقل الرئيسين لعقد قمة لبنانية – فرنسية.

وخلال لقاء الثنائي عبّر الرئيس عون عن شكر اللبنانيين للجهود التي بذلتها فرنسا في مساعدة لبنان، سواء عبر موفدها الخاص لودريان أو من خلال اللجنة الخماسية التي ساهمت في إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد بعد فترة طويلة من الفراغ السياسي.

كما أكد عون أهمية استئناف عمليات التنقيب عن النفط في البلوكات البحرية اللبنانية، مطالبًا ماكرون بالتوجيه إلى شركة “توتال” لاستئناف أعمالها في هذا المجال.

وفي ختام اللقاء، أعرب عون عن تطلعه لملاقاة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، مؤكدًا على أهمية تفعيل الشراكة بين لبنان وأوروبا، وما تمثله من فرصة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

مؤتمر صحافي: ثم عقد الرئيسان مؤتمرا صحافياً.

وقال الرئيس عون في كلمته: “السيد الرئيس، السيدات والسادة في الوفد المرافق، شهيرةٌ مقولةُ الجنرال ديغول، “أنّ في عمق كل فرنسي، شيئاً من لبنان”. ونحن في المقابل نقول، بأنّ في قلبِ كلِ لبناني، وفي عقلِه ووجدانِه ولغتِه اليومية وتاريخِه الحيّ وثقافتِه المبدعة … الكثيرَ الكثيرَ من فرنسا. فها هو وادي لامارتين جارُنا هنا. وها هو ترابُه الذي احتضنَ شقيقتَه جولي . وها هي دراساتُ إرنست رينان، التي حفظت تراثَنا وتاريخَ بلادِ الأرز . وقبلهما بقرون، وبعدهما أيضاً، كنا معاً وبقينا معاً…”

أضاف: “نتبادلُ أنوارَ الحرية والحداثة، من أجل خيرِ إنسانِنا وخيرِ العالم. ولم يبخلْ لبنان. ولم يجحَدْ ولم يتكاسلْ. فردَّ جميلَ فرنسا بكلِ ما هو جميل. من “مهاجِرِ” جورج شحادة إلى “صخرةِ” أمين معلوف … ومن أنامل غبريال يارد وأوتارِ ميكا إلى ترومبيت معلوفٍ آخر هو إبراهيم … وما بين هؤلاء من نتاجِ الكبار أدبياً وفنياً وعلمياً وفي كل مجال: أندريه شديد وصلاح ستيتيه… فينوس خوري ورينيه حبشي وجو مايلا… والعشرات الذين أغنوا إنسانَنا والثقافة…”

وتابع: “فما بين بلدينا وشعبينا، يُشبهُ هذا البحرَ الذي بيننا. مدٌ وجزرٌ جمعانا، “من يوم اللي تكوّن يا وطني الموج”، كما تغني سيدتُنا فيروز … فيروز التي قمتم بزيارتِها عزيزي إيمانوييل، يومَ كان لبنانُ يتألم. وتعودون اليومَ لزيارتنا، ولبنانُ يأمَلُ ويحلُم. فعلى مدى الأعوام الأخيرة، دفعَ شعبي الكثير. من دمائه ومن حجره. من أبنائه ومن ثرواتهم. لكننا فعلاً – لا شِعراً – شعبُ الفينيق. وها نحن قد انبعثنا أحياءَ. لأننا أبناءُ الحياة وأبناءُ الرجاء وأبناءُ القيامة. ولأنّ فينا شيئاً لا ينتهي ولا يَفنى. هو خصوصيةُ حياتِنا. وقدرتُنا الفريدة على اختراع الفرح المستدام”.

وقال الرئيس عون: السيد الرئيس، تأتون اليومَ لتهنئتنا. وأنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني. للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم. للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة أمس، وهم يبتسمون للغد. وللذين رحلوا وعيونُهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبةِ العودة، ينتظرون … وننتظرُهم. قد يطولُ الكلامُ عما يحتاجُ إليه وطنُنا الآن. في السياسةِ والاقتصادِ والأمنِ وشتى المجالات. لكنني اليوم، بإسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط. أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت.
وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه”.

وختم: “السيد الرئيس، يقولُ الكاتبُ الفرنسي جان جينيه (Genet)، قوله مرة عنا، “إنّ لبنانَ بلدٌ نتعلمُ فيه كيف نعيش. وخصوصاً كيف نموت”. اليومَ أقولُ لكم، إننا أنجزنا القسمَ الثاني من هذا التعليم، نهائياً وإلى غير رجعة. ومن الآنَ فصاعداً، نحن طلابُ الحياة لا موت فيها.
السيد الرئيس، أهلاً بكم وبصحبكم في بيروت الحية أبداً. عاشت فرنسا عاش لبنان”.

ماكرون: من جهته، أكد ماكرون في كلمته أن فرنسا تقف الى جانب لبنان وتلتزم العمل مع، معتبرًا أن إنتخاب الرئيس أعاد الامل لهذا البلد.

وتوجه لعون قائلا: ” إنتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الامل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الامل ف‘نتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وانعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف اطلاق النار مع اسرائيل الذي كان نجاحا دبلوماسيا”.

وأكد أن فرنسا تجدد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة وأنها ستدعم هدفكم بلبنان ذي سيادة، مضيفًا: ” نتطلع لانسحاب كامل للجيش الاسرائيلي وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، و سنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل للتتمكن مع انجاز مهمتها، سنستمر في تدريب الجنود اللبنانيين وننوه بتطبيق القرار 1701 وسنعمل معكم لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق”.

وشدد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال:” اعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول، و سننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي”.

وللاطلاع على تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إطار زيارته الرسمية إلى لبنان، إضغط على PDF أعلاه.

لقاء رباعي: وبعد المؤتمر، عُقد إجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، وانضم الجميع الى مأدبة الغداء.

وغادر رئيس مجلس النواب نبيه برّي قصر بعبدا، واكتفى بالقول “إن شاء الله خير”.
وأفادت الـمعلومات أنّ خلوة كانت جمعت كلا من رئيس الجمهورية جوزاف عون وبري في القصر الجمهوري.

ماكرون – ميقاتي: وصباحاً عقد ماكرون وميقاتي اجتماعا ثنائيا استمر قرابة ثلاثة ارباع الساعة، قال في نهايته الرئيس ماكرون للصحافيين : انا سعيد لوجودي في لبنان الذي دخل مرحلة جديدة، وعبّرت عن امتناني وتقديري للرئيس ميقاتي وللمهمة التي قام بها على مدى سنوات لخدمة الجميع في لبنان لاسيما خلال المرحلة الصعبة جدا بسبب الحرب الاخيرة. وجهت الى دولة الرئيس رسالة تقدير، وسأجتمع بعد قليل مع عضوي لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، كما ساجتمع مع الرئيس عون ثم مع رئيس البرلمان والرئيس ميقاتي.

وقال الرئيس ميقاتي: تشرفت هذا الصباح باستقبال الرئيس ايمانويل ماكرون في لبنان. وبعد الاستقبال جرى اجتماع بيني وبين فخامته وتحدثنا عن الاوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، لا سيما اقتصاديا وفي مجال اعادة الاعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان الرئيس ماكرون متفهما جدا للاوضاع اللبنانية، واعدا بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة.

وردا على سؤال عن النية الفرنسية بتأمين الدعم للبنان قال: الرئيس ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي حصل في تشرين الفائت في باريس لدعم الجيش واغاثة النازحين. والرئيس ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل اعادة اعمار الجنوب ، ويمكن للجميع المساهمة فيه.

وعما اذا كان البحث تناول موضوع قرب انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان قال: الاجتماع الاول الذي سيعقده الرئيس ماكرون هو مع الضابطين الاميركي والفرنسي المعنيين بآلية تنفيذ التدابير المتعلقة بوقف اطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701، وبالتأكيد سيطلعنا الرئيس ماكرون في اجتماع بعبدا عند الظهر على نتيجة هذا اللقاء. واعتقد ان الامور تسير باتجاه اتمام الانسحاب في الوقت المحدد.

اضاف: ان موضوع الخروقات الاسرائيلية تتم متابعته مع لجنة تطبيق القرار 1701، كما يتم تقديم الشكاوى اللازمة، وهناك وعود بان الخروقات ستنتهي مع انتهاء مهلة الستين يوما نهاية الشهر الحالي . ونتمنى ان يحصل ذلك وان تكون الوعود في مكانها الصحيح.
وعما اذا كان الجانب الفرنسي يمكن ان يضمن الانسحاب الاسرائيلي قال: لم نتحدث عن هذا الموضوع مع الرئيس ماكرون، والجانبان الفرنسي والاميركي يتابعان هذا الملف، واؤكد مجددا ان الرئيس ماكرون يشدد على اهمية التعاون مع لبنان وحرصه عليه . وتمنيت بدوري ان تستمر هذه العلاقة لانها علاقة تاريخية بين الدولتين الفرنسية واللبنانية وشعبي البلدين.

ماكرون: بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّه “سيجتمع مع الضابط الأميركي عضو لجنة مراقبة وقف إطلاق النار ولبنان دخل مرحلة جديدة”.

دوّن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلمة في السجل الذهبي للقصر الجمهوري.

وجاء في الكلمة: “في هذا اليوم، أطلق نفس جديد كما ولد أمل للبناني.

إن فرنسا كانت وستبقى الى جانبكم كما دائما ولا سيما في الظروف الصعبة وذلك من أجل سيادة ووحدة ومسؤولية الجميع لتوطيد رفهية لبنان.

ان لبنان لطالما كان أكبر من ذاته. والشكر للرئيس عون جوزيف وكل دعم فرنسا له”.

وسجلت عدسات المصورين ردة فعل طريفة من الرئيس نبيه بري اثناء كتابة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون كلمة في السجل الذهبي.

قصر الصنوبر: ثم انتقل ماكرون ماكرون إلى مقر السفارة الفرنسية في المتحف حيث وضع إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول.

الجميزة: بعدها، جال الرئيس الفرنسي في منطقة الجميزة في بيروت، يرافقه وزير الخارجية جان نويل بارو والمبعوث الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان والسفير الفرنسي إيرفيه ماغرو، في حضور محافظ بيروت القاضي مروان عبود، وجالوا في أرجائها واطلعوا على أوضاع المنطقة بعد إعادة ترميم ما تضرر فيها جراء انفجار 4 آب 2020، وهي الزيارة الثانية للرئيس ماكرون للجميزة بعد أن كان زارها عقب الانفجار.

واستقبل المواطنون الرئيس الفرنسي بحرارة بعد أن احتشدوا في محطات جولته في المنطقة لالتقاط الصور معه وقدموا له الفطائر والمعجنات. كما دخل ماكرون الى أحد المقاهي واحتسى القهوة وتحدث إلى الناس، ثم تجوّل في شارع غورو، وزار مقر الصليب الأحمر اللبناني وتحدث الى المتطوعين. كما زار ماكرون مدرسة الثلاثة أقمار والتقى أعضاءها وتحدث إليهم.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً