وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، إلى مطار رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت)، في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين.
وكان في استقبال بن فرحان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب وسفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري.
وهذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية سعودي إلى لبنان منذ 15 عاماً. وسبق للموفد السعودي يزيد بن فرحان أن زار لبنان، لمرّتَين متتاليتَين، مطلع السنة الجديدة، للحضّ على انتخاب رئيس للجمهورية آنذاك.
بعبدا: شكر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان، لاسيما لجهة إنهاء الفراغ الرئاسي، معتبراً زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود للبنان رسالة أمل. وإذ رحب بالوزير بن فرحان في لبنان، فإنه استذكر الروابط التاريخية بين لبنان والمملكة، معربا عن أمله في أن تتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتزداد قوة في المجالات كافة.
كلام الرئيس عون جاء في خلال إستقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، الوزير السعودي والوفد المرافق.
وكان الوزير بن فرحان وصل إلى القصر الجمهوري آتياً من مطار رفيق الحريري الدولي، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب، حيث التقاه الرئيس عون والوفد المرافق في صالون السفراء.
في مستهل اللقاء، نقل وزير الخارجية السعودي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، وتمنياتهما له بالتوفيق في قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الازدهار والنمو والرخاء.
وأكد الوزير بن فرحان حرص القيادة السعودية على أن يعود لبنان كما كان نبراساً في المنطقة ونموذجاً للتعايش والازدهار، منوهاً بقيادة الرئيس عون وبخطاب القسم الذي وضع البوصلة في الطريق الصحيح. وأكد أن المملكة ستكون إلى جانب لبنان وستتابع مسيرته الجديدة خطوة بخطوة، وستعمل مع شركائها في هذا الاتجاه.
وأشار الرئيس عون إلى أن خطاب القسم كُتب ليُنَفذ، لاسيما وأنه عكس إرادة الشعب اللبناني وتحدث بلغته، آملاً أن يعود الإخوة السعوديون إلى لبنان من جديد. كما حدد أولويات المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة بإعادة الإعمار، ومعالجة الوضع الاقتصادي، ودعم الجيش والمؤسَّسات الأمنية.
وأكد الوزير السعودي في هذا السياق على أهمية الإصلاحات التي تعتزم الحكومة الجديدة القيام بها بعد تشكيلها، لافتاً إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منفتح على الاقتراحات التي تنقل لبنان إلى مستقبل زاهر، مشيراً إلى أن القيادة السعودية تتطلع إلى لقاء قريب مع الرئيس عون لوضع أسس التعاون بين البلدين، ومعتبرا أنه “بالرغم من التحديات المشتركة التي تواجهنا في المنطقة إلا ان المملكة تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان، في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي”.
الحضور
وكان حضر اللقاء عن الجانب السعودي: مستشار الامير بن فرحان الأمير يزيد بن فرحان آل سعود، سفير المملكة لدى لبنان السفير وليد البخاري، مساعد مدير عام مكتب الوزير الأستاذ وليد إسماعيل، مسؤول ملف لبنان الأستاذ بندر قطان، والأستاذ رواد السليم.
وحضر عن الجانب اللبناني الى الوزير بو حبيب: مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المستشارة الدبلوماسية السفيرة جان مراد، مدير مكتب رئيس الجمهورية العميد وسيم الحلبي، مستشار العلاقات الدبلوماسية ميشال دو شدرفيان، المستشار السياسي جان عزيز، المستشار الاقتصادي الدكتور فرحات فرحات، ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
كلمة في السجل
وعند إنتهاء اللقاء، دوَّن وزير الخارجية السعودي الكلمة الآتية في السجل الذهبي للقصر الجمهوري: “بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
سعدت وتشرفت بتواجدي في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، راجيا المولى عز وجل أن يُوفّقنا جميعاً لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين وتعزيز وشائج العلاقات بينهما في كل المجالات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”
تصريح الأمير بن فرحان
وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، ادلى وزير الخارجية السعودي بالتصريح الآتي: “بداية أعرب عن سروري للتواجد في بيروت واللقاء مع فخامة الرئيس جوزاف عون. وقد نقلت لفخامته تهنئة وتحيات خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمناسبة إنتخاب فخامته رئيسا للجمهورية، وتمنياتهما له بالتوفيق في قيادة لبنان لتحقيق ما يتطلع إليه شعبه من إستقرار وتقدم ورخاء.”
أضاف: “لقد بحثت مع فخامته مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأكدت له باستمرار وقوف المملكة إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق. كما اعربت له عن إيماننا بأهمية الإصلاحات التي تحدث عنها فخامته في سبيل تجاوز لبنان لأزماته. وثقتنا كبيرة بقدرة فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء المكلف بالشروع في الإصلاحات اللازمة لتعزيز أمن واستقرار ووحدة لبنان.”
وتابع: “كما تطرقت خلال حديثي مع فخامته إلى أهمية الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار، بما يشمل الإنسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وأكدت على أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة.”
وختم بالقول: “بالرغم من التحديات المشتركة التي تواجهنا في المنطقة إلا ان المملكة تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان، في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي. ونحن متفائلون بتكاتف القيادة اللبنانية لاغتنام الفرصة والعمل بجدية لتعزيز أمن لبنان وسيادته والحفاظ على مؤسساته ومكتسباته.”
عين التينة: واستقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان والوفد المرافق بحضور مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف بالملف اللبناني الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان والسفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل حيث جرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
السرايا الحكومية: في الإطار، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود مساء اليوم في السرايا.
شارك في اللقاء الموفد السعودي إلى لبنان الأمير يزيد بن محمد بن فهد آل فرحان وسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري.
وفي خلال الاجتماع تمنى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي” أن تكون زيارة معالي الوزير فاتحة لعودة جميع الاخوة السعوديين الى لبنان “.
وقال:”مع بداية عهد فخامة الرئيس جوزاف عون وتكليف الرئيس المكلف نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، فاننا نتطلع بإمل الى احتضان المملكة لبنان ودعمه في كل المجالات في مرحلة النهوض والتعافي”.
أضاف: “ان العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية الشقيقة، زادتها السنوات عمقا ورسوخا وكانت فيها المملكة الى جانب لبنان دائما، السند والعضد في الملمات، وصمام الأمان الذي حفظ وحدة اللبنانيين، الى أي طائفة أو مذهب أو فريق سياسي انتموا”.
نواف سلام: كذلك، استقبل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام مساء اليوم في دارته في قريطم وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان في حضور الموفد السعودي يزيد بن فرحان والسفير السعودي وليد البخاري.
وهنأ الوزير السعودي الرئيس سلام بتكليفه، مؤكدا على وقوف المملكة الى جانب لبنان. كم تمنى على اللبنانيين تغليب المصلحة العليا عن المصالح الضيقة والسير في الإصلاحات الضرورية.
بدوره، رحب سلام بالوزير السعودي، مشددا على دلالة هذه الزيارة بعد خمسة عشرة سنة على اخر زيارة لوزير خارجية سعودي الى لبنان.
واكد ان هناك فرصة استثنائية للبنان يجب عدم تفويتها، وانه يعمل بالتعاون الكامل مع فخامة الرئيس على ذلك.
كما اكد عزمه للسير في الإصلاحات السياسية والقضائية والإدارية والمالية المطلوبة، معربا عن التزامه باعادة لبنان الى محيطه العربي الطبيعي، واستعادة دوره الى جانب اشقائه العرب.