al saham

اخبار ذات صلة

إدارة ترامب تحاول امتصاص صدمة “سيغنال غيت”: ما الفرق بين مصطلحي “حرب” و”هجوم”؟

مذ ظهر تقرير مجلة “أتلانتيك”، الإثنين الفائت، وإدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول، من دون نجاح كبير، امتصاص الصدمة وتحويل الانتباه عن فضيحة “سيغنال غيت”.

للتذكير، فإن مجموعة محادثة إلكترونية، من المفترض أنها فائقة السريّة، على الرغم من تأسيسها على تطبيق تراسل تجاريّ، ضمّت قيادات الصفّ الأول في الإدارة، وعن طريق الخطأ، ضمّت رئيس تحرير المجلة جيفري غولدبرغ الذي راعه أن يكتشف أن هؤلاء يناقشون بالتفصيل خطة لضرب الحوثيين في اليمن، وقد طُبّقت في الموعد الدقيق الذي أشار إليه وزير الدفاع بيت هيغسث في شرح مفصّل للعملية، في 15 آذار / مارس الجاري.
ومع تأكيد البيت الأبيض وجود المجموعة والأشخاص الموجودين فيها، كان “كبير” المتهمين بإنشائها وإدخال غولدبرغ إليها عن طريق الخطأ هو مستشار الأمن القومي مايكل والتز، الذي قال إنه يتحمّل المسؤولية الكاملة عمّا حدث. وبينما دعمه ترامب علناً بوصف فعلته بأنها “درس جيد”، كان الإعلام الأميركي قد بدأ جلسة محاكمة مفتوحة على الهواء، وفي أسئلة المراسلين التي لم تنقطع لترامب ووزرائه ومساعديه.

كذلك عقدت اللجنة الاستخبارية في الكونغرس محكمة موازية، انهال فيها الشيوخ الديموقراطيون “بالمطارق” في جلسة مفتوحة على قادة الأجهزة الاستخبارية، الذين جُلبوا للاستجواب، والتقريع معاً، في مبنى الكابيتول، حيث واجه مدير الـ”سي آي إي” جون راتكليف، ومديرة وكالات الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، وابلاً من الأسئلة لم تلاق أجوبتهما عنها إلا مزيداً من استنكار الشيوخ وذهولهم، خصوصاً عدم تذكّر المسؤولين الاستخباريين كثيراً من المعلومات الخطيرة التي وردت في سلسلة المحادثة.

موجة أولى من الاهتمام الإعلامي ومن غضب مسؤولين في الإدارة صبت على والتز مرجّحة استقالته. لكن الموجة الثانية حفزها هيغسث الذي كذّب المجلة قائلاً إنه لم يشارك “خطة حربية” في المجموعة، كان غولدبرغ أشار إليها في تقريره، مفضلاً إبقاءها سرية. لكن التكتيك الدفاعي الذي اعتمده الجمهوريون في التقليل من أهمية الحدث برمته، واتهام غولدبرغ بالانحياز، انقلب على الإدارة، وعلى هيغسث بالتحديد، بينما المجلة تعود لتنشر الأجزاء الأهمّ من المحادثة، التي يخبر فيها وزير الدفاع رفاقه، والصحافي المختبئ في المجموعة كما حصان طروادة، بتفاصيل مواعيد الهجمات وأنواع الطائرات والأهداف، من منشآت ومطلوبين حوثيين، سيقضي عليهم.

هكذا، أضاف هيغسث إلى “استهتاره الهائل” – بحسب خصومه – تهمة الكذب على الرأي العام الأميركي، من دون الانتباه إلى نقطة قوة الصحافي الأولية، وهي أنه يحتفظ بكلّ حرف كتب في المحادثة.
هيغسث كان أكثر مرشّحي ترامب إلى الإدارة إثارة للجدل. ومرّ إلى البنتاغون من خرم إبرة في الكونغرس بخمسين صوتاً زائد صوت نائب الرئيس الذي اضطر إلى الإدلاء به كي ينال مقدّم البرامج في “فوكس” بطاقة العبور. وقد ذهب إلى منصبه الشديد الأهمية بسيرة ذاتية تخلو من الخبرات العسكرية والأمنية التي ينبغي لوزير مثله أن يتمتع بها، بينما تمتلئ السيرة الشخصية بمشاكل في تعاطي الكحول والتعاطي مع النساء.

انضم هيغسث إلى والتز في الحلقة الأضعف التي ستستمرّ عرضة للتصويب في الأيام المقبلة. ترامب لا يزال على موقفه الداعم للرجلين، وقد بدأ هجوماً مضاداً على الهجوم الإعلامي والسياسي ووصفه بأنه حملة مغرضة. إدارته في المقابل بدأت تخوض في تفسير المصطلحات والتفريق بينها. المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت إن “أتلانتيك” تراجعت عن تعبير “خطة حرب”، وفق ما وردت في المقال الأول، إلى “خطة هجوم” في المقال الثاني، مما يعني أن لا خطة حرب نوقشت في المحادثة، وأن القصة كلها خدعة كتبها “كاره لترامب” وفق ما وصفت غولدبرغ. رئيس تحرير “أتلانتيك” ردّ عليها بالقول: “أنا حتى لا أفهم ماذا تقصد. ماذا نناقش هنا؟ الفرق بين كلمتي حرب وهجوم؟”.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً