وصفته بـ «الجريء»، وبيته «سعيد» ويشبهه و«خاص به» وشخصيته «خاصة جدا»، تطلّ الإعلامية المتميّزة جومانا بوعيد في الحلقة الثانية من الموسم الثاني من برنامج «يلا نحكي» مع الممثل والكاتب اللبناني «العاشق للتمثيل» سعيد سرحان الذي رحّب بالإعلامية بوعيد قائلا: انا جدا «مبسوط» بوجود إعلامية مثلك واتحاور معها هذه الحوار الجميل عن حياتي ومهنتي.
ويضيف قائلا: «البيت سعيد وأريده ان يكون «open» وسرحان، وحقيقتي في البيت تشبهني أكثر وأتكلم مع الشخصيات وهنا المطبخ وكل ما يشعرني بالراحة قبل التصوير». ويتابع: هناك فرق كبير بين البساطة والسطحية وشغفي كممثل انني يجب ان اخلق أبعاد ولا يوجد شر مطلق ولا خير مطلق.
عن الأدوار التي يلعبها قال: يعيش معي الدور كثيرا لأنني أحضر له كثيرا وأعيشه قبل فترة لكي يصبح طبيعيًا مثل شخصية «رضوان» في مسلسل «وأخيرًا» ويقول ان الفساد هو حالة بشعة وصوتها نشاز ويجب ان نتمتّع بالجرأة كممثلين ونأخذ خيارات. ولست بمتعِب كثيرا في العمل خصوصا مع الذين يثقون بعملي وأختار الدور بعد بحث ودراسة ويجب إيصال الهدف وشركة الصباح تثق بي.
وعن وقت فراغه قال سعيد: في وقت الفراغ أعود الى شخصيتي للقيام بمراجعة حول ما حققته حتى الآن والذي أمتنع عن تحقيقه ويوجد الكثيرين الذي يضعون «العصي بالدواليب». ولا أتوقف ولا استسلم والنجاح هو قدرة الإستمرارية بعد تفشيل ثم تفشيل ثم تفشيل وأكمل وبالطبع أنجح. وأشاهد العمل لوحدي وأدع أقرب شخص لي (من دون أن يسميه) ان يشاهد العمل أولا ويعطيني رأيه وهو صاحب اختصاص ومشكلتي أنني «أجلد» نفسي كثيرا بمعنى أنني كان من الممكن ان أقدم أكثر في عدة مشاهد، وأتمنى أن أحضر أي عمل مثل الجمهور العادي، لأن المُشاهد العادي هو الذي يستمتع أكثر في المسلسلات وليس الممثل.
وعن الدور المساند في بعض الاحيان كان يشكل خطرا على البطل الاساسي للعمل، اجاب: الدور البطولي يخوّف كثيرا وانا لا أستطيع ان أحكم على الدور الذي ألعبه. وسيتبيّن للذي يتمتع بشغف ومسؤولية في العمل او في ما بعد الدور ولا يجب النظر الى الموضوع من زاوية ان الدور خطر.
وأردف قائلا عن «ورشة الكتابة» انها أمر صحي وبدأت الورشة في أميركا وفرنسا أما في الواقع العربي فهي غريبة ولديها مفهوم خاطئ، وهي تتألف من مجموعة كتّاب يتمحورون حول نفس الفكرة و«بيتخانقوا كتير» وكلمة الفصل أخيرا تكون لرأس العمل وهناك دواعي إنتاجية تفرض رأيها في العمل والإشراف النهائي يكون للمنتج، وورشة الكتابة صحية وليست صحية بنفس الوقت.
وبدأ الممثل سعيد بالكتابة في مسلسل «الهيبة» الجزء الرابع، وشخصية «علي» أخذت مكانها خصوصا ان الشخصية كانت جديدة وكان هناك تعاون من الأستاذ تيم حسن ومن المخرج ومن فريق العمل.
وردا على سؤال حول لعب دور عادي أو بسيط قال: لا يبقى الدور عادي ولا يمكنني أن امثل دورًا عاديًا ولا يغريني الموضوع أساسًا. الشغف هو جزء من مرضي ونحن لا نتسلى ونعمل لتسلية العالم وتعلمت في الجامعة اللبنانية وكنت أحاول أن اخلق عالم يتساوى مع العالم الذي كنت أعيشه.
وبكل جرأة تسأله الإعلامية جومانا: هل انت «مريض نفسي» أو «مريض تمثيل»، أجاب سعيد: انا مريض تمثيل بـ«Touch» نفسي. وأضاف: تربيت ببيئة حيث كانت أمي كل شيء وأبي لا أعرفه وكان عمري سنة ونصف عندما استشهد ابي بالاجتياح الإسرائيلي. وعن غياب الأب في حياته قال: بمرحلة ما الانسان لا يتكلم بأمور الا مع أبيه وأنا لم أكن أتكلم بهذه الأمور مع أحد. والذي يهرب من ماضيه يكون قد ارتكب أكبر غلطة. ولا أحب ان أخفي أمرا من ماضيّ وأمي عملت كثيرًا لكي تربينا انا وأخي ابراهيم وتعلمنا في أفضل مدرسة وأفضل جامعات وانا اخترت الدراسة في الجامعة اللبنانية وأمّنت أمي كل شيء لنا وصنعت منّا رجالًا. وأضاف انه تزوّج عام 2014 ولديه ولدين وهما غسان (على اسم أبيه) وهادي ويعيشون في برشلونة ومستقرون هناك منذ 3 سنوات من بعد المأساة التي حصلت في لبنان انفجار مرفأ بيروت.
ولدى سؤال بوعيد عن حياته بعيدًا عنهم قال: أعيش من دونهم بصعوبة جدا وأحب ان أعطيهم الأمور التي احب ان أقوم بها وأتعاطى معهم كصديق وفي هذا الجيل لا يمكن ان اتعاطى كسلطة الأب خصوصا انني لا أعرف ما هي هذه السلطة وانا كنت احاول ان اكتشف الأبوة معهم، وأحميهم بصعوبة من التحديات. وعن سؤاله عن زوجته قال: لا أحب ان أتكلم عن هذا الموضوع لأننا اتفقنا على ذلك وأنا أحترم ما تريده زوجتي.
وفي الحديث عن العمل والتمثيل في لبنان قال: الوضع المادي للممثل «حدّث ولا حرج». والمشكلة تعاني منه شركة الانتاج وتحديدا شركة صادق الصباح وصادق الصباح هو أبي الروحي ويحاول ويكافح لكي يضعوني في المكان «اللي هني شايفيني فيه»، ويقول لي صادق الصباح بعد كل دور: «كل مرة عم تبهرني زيادة».
ويتابع سعيد سرحان: النص الذي أقرأه الآن فيه دور بطولي ويمكن ان لا يكون هذا الدور لي. وهنا تستوقفه الإعلامية جومانا وتقول: «ما فهمت في حدا فايت عالخط»؟ يجيب: بمكان ما قد يكون كذلك. وقال: أستخدم أدواتي ولا أدخل «كباش» مع أحد واتمنى ان تكون يدي للسلام وأعرف ان أدواتهم غير فعّالة وغير خلّاقة وانا لدي واجب تجاه الشركة التي ائتمنتني على هذا العمل وفي خيارها لانهم يريدون سعيد ان يكون موجود.
وردّا على سؤال قال: «شوشو» خلق حالة خاصة وهو لم يدرس ولكنه مدرسة وعمل حالة في المسرح الإجتماعي الشعبي، وهنا يقول سعيد: شغفي المسرح والسينما وstory telling. ويهمني المسرح لأن الاختبار الحقيقي لأي ممثل هو خشبة المسرح وهو المكان الذي نأخذ منه الاحساس المباشر من الجمهور، وانا لا أريد الأسهل وفي «الهيبة» «شقّفت حالي».
وحول التزامه مع شركة الصباح او التعاقد مع شركة أخرى قال: لا أقوم بأي عمل من دون بركة الأستاذ صادق الصباح. بحكم الأبوة التي تعني لي الكثير أطلعه على العرض واسأله رأيه ولا أنتظر الدور البطولي من شركة الصباح ولكن أتمنى ان يكون هذا الدور من شركته وقلت له ذات مرة: اذا استلمت جائزة اريد ان اهديك اياها وان تكون بعمل من شركتك. ولدى سؤاله عن فرضية تقديمه جائزة لممثل عربي يجيب: أكيد الأستاذ بسام كوسا أكيد. وعن فرضية تقديمه جائزة لمخرج يجيب: «المشعوط والمجنون» سعيد الماروق مع محبتي للاستاذ سامر البرقاوي وهو مجتهد جدا ولا ينام.
ويصرّح سعيد قائلا: من المحتمل ان لا أمثل في رمضان المقبل وعدم إعطائي دور بطولي هو سبب من الأسباب، وقال ان القصة جميلة والكاتب «حلو» واستاذ من الأساتذة.
وسألته بوعيد عن مسلسل «وأخيرا» وعن المشكلة في كتابته وترك المسلسل بنصفه قال انه لا يملك جوابا على ذلك ويعتبر هذا المسلسل «ضحية».
وتابع: احب المسرحيات كثيرا وما يقوم به جورج خباز خاص وورث شيئا من «شوشو» الذي قام بمسرح شعبي له اهداف سياسية اجتماعية، وقام بالأمر ذاته جورج خباز وهو اخذ مدرسة المسرح الشعبي و«جرجنها» اي أخذنا الى عند جورج وهو من الممثلين الخطيرين. وهناك نص مكتوب وهو فيلم ننتظر انتاجه والمشاركين في العمل هم جورج خباز ونادين لبكي وأنا والنص لميشال كمون واسمه the brothers .
وعن شخصيته قال: انا من النوع الذي أحب ان اكون على طبيعتي قدر المستطاع ولا أحب كلمة «أستاذ» وتلبق للذي يمكنه ان يعطي درسًا للآخر.
ويصف المخرجين على الشكل التالي:
صوفي بطرس: حب
مريم أبو عوف: خفة دم
سامر برقاوي: مجتهد
سعيد الماروق: مجنون
أسامة الناصر: لديه رؤية
ويصف المسلسلات كالتالي:
توتر عالي: قُصَي لعّيب
باب الجحيم: امين درة ماستر
تغيير جو: شيرين مدرسة ومنة شلبي: خبز وملح
الغريب: الاستاذ بسام كوسا حب
واخيرا: wakeup call بمعنى استجرأو واخطوا وجرّبوا
دور العمر: جنون وكنت اريد العمل مع عادل كرم
سيرين عبدالنور: «بتجنن وبتاخد العقل»
الهيبة: تيم حسن gentleman وroyal، والفخامة والحرية والحب والهيبة عن الست منى واصف والهيبة هي العائلة.
ويختم الممثل سرحان اللقاء مع الاعلامية بوعيد بالقول: كانت حلقة مميزة جدا بالنسبة لي وهي من اجمل الحوارات التي قمت بها وكل صاحب حق سيأخذ حقه.