al saham

يوليو 27, 2024 5:36 ص

اخبار ذات صلة

دريان في ذكرى المولد النبوي: الاستحقاق الرئاسي سيحصل مهما اشتدت العواصف

وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وجاء فيها:

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون:

في ذكرى المولد النبوي الشريف ، نحن نقابل دعوة السلم والكرامة ، والأخلاق السامية ، أخلاق البر والقسط ، بالتزامها في ما بيننا ، ومع مواطنينا ، ومع كل الناس الذين لا يمارسون علينا الإكراه في أوطاننا، أو ديننا..

إن الأوضاع السائدة في وطننا منذ سنوات، لا تدل على أي التزام أخلاقي من أي نوع، من جانب كثير من المسؤولين السياسيين والإداريين . فالسياسيون لا يقومون خلال ما يقارب العام بمسؤوليتهم الأولى، في انتخاب رئيس للدولة ، ولا بمسؤولياتهم تجاه فراغ المؤسسات والمرافق وإفراغها، ولا بالتوقف عن تعطيل المسار القضائي في تفجير مرفأ بيروت. ويتهربون من مسؤولياتهم الكبرى عما وصلت إليه أوضاع المواطنين الاقتصادية والاجتماعية.

إن المبادرات الخارجية من الدول الشقيقة والصديقة ، لحل الأزمة اللبنانية ، هي عامل خير وحلحلة للعقد والعقبات . والإصرار والعزيمة لإنجاح أي مبادرة ، هو هدف أصحاب المبادرات ، بمساعيهم الطيبة، لن تذهب هدرا بإذن الله ، مهما واجهتهم عراقيل بعض السياسيين ، الذين يسعون إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب والوطن .

والحراك الداخلي هو الأساس في إنجاز الاستحقاق الرئاسي ، والحراك الخارجي هو عامل مساعد وداعم ، وهذا يعني أن على القوى السياسية والكتل النيابية ، أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية أمام الله والوطن والناس ، وينبغي على اللبنانيين التقاط الفرص التي تقدم لهم ، فالفرصة لا تعوض إذا لم نحسن التعامل معها ، على أساس مصلحة الوطن الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، والاستحقاق الرئاسي سيحصل ، مهما اشتدت العواصف ، كي نضع حدا لآلام اللبنانيين ، وكي يعود الدور الفاعل إلى الدولة ومؤسساتها ، فإنه لا تغيير في النظام اللبناني ، وسيبقى اتفاق الطائف الضامن للشراكة الإسلامية – المسيحية ، والعيش المشترك ، ولا مكان للطروحات التي تمزق الوطن وتفرق اللبنانيين في وطنهم لبنان ، بلد الوحدة والتنوع .

أيها المسلمون ، أيها اللبنانيون :

إن بناء وبقاء الدولة ، دولة الحق والقانون، الدولة القوية والعادلة ، التي تساوي بين الجميع ، وتؤاخي بين الجميع ، تحتاج إلى مصلحين وأصحاب اختصاص وكفاءة ، وقادة متبصرين ، يضعون مصلحة الناس فوق مصالحهم الخاصة ، ومصالح البلاد العليا ، والمصلحة العامة فوق طموحاتهم الشخصية ، فلتتنح السياسة عن الميدان ، لتخلي الساحات لأصحاب الكفاءة والاختصاص ، الذين لا تعنيهم السياسة إلا بمقدار ما تعني أنها تدبر شؤون الناس ، وتغني حياتهم ، وتحافظ على كراماتهم، وتعمر بلدهم.

تعب اللبنانيون من السياسة ، قضت السياسة مضاجعهم ، فرقتهم السياسة ومزقت صفوفهم ، أفقرتهم السياسة ، وهجرت أبناءهم وشردتهم.

آن الأوان للاستجابة لآلام الناس ومطالب الشعب الحياتية والاجتماعية والمعيشية ، آن الأوان ليستعيد الشعب ثقته بالدولة ومؤسساتها الدستورية والإدارية ، آن الأوان لاحترام مبادئ الديموقراطية وقيمها، ومعايير ممارسة الحكم الديمقراطي والبرلماني وقواعده، وفي مقدمته مبدأ الفصل بين السلطات ، والمساءلة والمحاسبة والحكم الرشيد .

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون :

حدث نذير بالمدينة المنورة في السنوات الأخيرة من حياته صلوات الله وسلامه عليه، فاستغرق الأمر ساعة أو ساعتين ، حتى استعد الناس وخرجوا إلى حدود المدينة ، فماذا وجدوا ؟ وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه قد سبقهم ، وخرج مستعدا بسلاحه لمواجهة الخطر . ولست أعرف منكم أحدا أيها السائدون إلا ما ندر ، يخرج لمواجهة الأخطار على الوطن والمواطنين ، كما كان الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى يفعل !؟ أين العزائم والهمم ؟ أين جهود الإقدام والتطوع ؟ لقد نعمتم طويلا بخيرات هذا الوطن ، لكنكم غير مستعدين لرد بعض جمائله، بإظهار الحرص على حياة المواطنين وكراماتهم.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً