al saham

أكتوبر 24, 2024 2:45 م

اخبار ذات صلة

في الشرق «حروب آلهة» لا نهاية لها

اليوم يبدأ الشهر الثاني على اندلاع “حرب غزة ” ، واليوم تكون “حرب غزة ” قد لامست ، بالأيام ، الفترة التي استغرقتها حرب تموز 2006 ( 33 يومًا ). هناك أوجه شبه بين الحربيْن ، وهناك أوجه اختلاف.
في حرب تموز ، لم تكن نظرية “وحدة الساحات” موجودة ، كانت حرب بين إسرائيل وحزب الله، وكانت بصمات إيران واضحة حيث أن وثائق تلك الحرب، وخطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، لاحقًا ، كشفت أن الجنرال قاسم سليماني ، قائد فيلق القدس، التقى نصرالله في الضاحية الجنوبية أكثر من مرة، وأظهرت صورٌ أنهما كانا يعاينان إحدى خرائط العمليات.

عدا “الرعاية الإيرانية” لحرب تموز 2006، لم يكن هناك أي دور لأطراف محور الممانعة، لا من حركة حماس ولا من الجهاد الإسلامي، ولا من حلفاء إيران في العراق، ولا حتى من سوريا.

اليوم اختلف الأمر، ولكن نظريًا، فنظرية “وحدة الساحات” موجودة لكن لم تسلك طريقها إلى التطبيق، فهناك “ساحة” واحدة مفتوحة هي “ساحة قطاع غزة”، أما جنوب لبنان فما زال عند مستوى “ساحة إشغال ومساندة” وليس جبهة مفتوحة على غرار ما هو حاصل في غزة. أما “الساحات” الأخرى فبين تحرُّك “رفع العتب”، كما الصواريخ الطويلة المدى التي أُطلقت من اليمن، وبين الهدوء التام ، كما بالنسبة إلى “ساحة الجولان”.

السؤال هنا : هل “حرب غزة ” أدت إلى سقوط “وحدة الساحات” ؟ عمليًا ما حصل منذ السابع من تشرين الأول يؤكِّد هذه الفرضية ، ما يطرح سؤالًا أساسيًا: كيف ستستمر هذه الحرب؟
ملامح هذه الحرب أخذت شكل حرب طويلة، والمعدات العسكرية الأميركية التي وصلت إلى البحر المتوسط هي أحد المؤشرات التي شكلّت هذه الملامح.
في المقابل، ماذا سيكون عليه الموقف الإيراني؟
إيران تٌدرِك أنها قد تتلقى ردًا قويًا، في حال قررت الانخراط في هذه الحرب، وتوسيع جبهاتها، ويقول خبراء إن الغارات الأمريكية التي وُجهت لمخازن أسلحة إيرانية شرق سوريا، ولقافلة عسكرية كانت تتجه من العراق إلى الأراضي السورية، هي التحذير الاميركي الأقوى للجمهورية الاسلامية.

حزب الله يحاول استحداث معادلة تقوم على تكتيك “الحضور والغياب” في آن، بمعنى أنه حاضر على الجبهة ومستعد لأي تطور ، وهذا ما بدا واضحًا منذ اليوم التالي لبدء حرب غزة، أي منذ الثامن من تشرين الأول الفائت.

وما يطرحه العالَم بأجمعه، ومن ضمنه اللبنانيون الذين تكويهم الحروب المتتالية، هو: إلى متى ستستمر هذه الحرب ؟ لا أحد يجرؤ على الجهر بأنه يملك الجواب، فحروب الشرق الأوسط يتداخل فيها الديني بالعقائدي ، وإحدى “الأسلحة” المستخدمة الكتب السماوية الدينية ، ومراجع الطوائف، وعلى سبيل المثال لا الحصر “التوراة ” و “التلمود” ( وهو تفسير الحاخامات للتوراة )، وكان ملاحَظًا أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أكثرَ من الإستشهاد بالعهد القديم .

هل في الشرق “حروب آلهة” وإذا كانت كذلك، فمتى ستنتهي ، طالما أن الآلهة موجودون والكتب الدينية موجودة ؟

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً